الشبابُ وريثُ الجنون.. - محمد عبد الحفيظ القصّاب

5-
الشبابُ وريثُ الجنون..
*******************
إنّ هذا الشبابَ الذي أمرّ بهِ تؤثّرُ بهِ الانحرافاتُ بشغفٍ , كما وتؤثّرُ بهِ جذوتهُ إلى أيِّ صوب سيحيا؟ , تتحاملُ عليهِ كلّ الصفاتِ لترسخَ .. حتى تحملها الرمّةُ في تعريفها عنهُ ( يجبُ أنْ أعودَ, كلُّ المسالكِ دوني تمدّني بالخطيئة ...مازلتُ قادرًا .. مازلتُ مؤمنًا .. إنْ شاءَ الله ).
هذا الشبابُ انتفاضةٌ على كلِّ شيءٍ . ثورةٌ ستدومُ في رحبها .. كيفما ستعطي الوسعةَ, أينما ذهبتُ ستفتحُ أمامي أبوابَ أنْ أُقْعِدَ آمالي على أرصفةِ هذه الحياة.
هي ستفتحُ .. وقدْ فتحتْ داخلي قبلَ الخارج . وإغلاقُها سيحرقُ النفسَ ويديمُ العزّةَ ... لكنّهُ الشبابُ .. بفضولهِ المرجّحِ على ضبطِ النفسِ بعزتها , بعشقهِ المرجّحِ على كرامةِ الشهواتِ بثورتها , بألمهِ المرجّحِ على انكفاءِ الجرحِ إلى الإلتآمِ بكبريائهِ, بعتوّهِ, بغبائهِ, بذكائهِ, بسرورهِ, بأحزانهِ, بخطاياهُ, بتقواهُ , بسكونهِ, بضجيجهِ, بصفاتِ هذهِ الحياةِ التي ستورثني .......................الجنون.
لو أنّي ألزمتُ نفسي حجرةَ القناعةِ، وأغلقتُ دونها نوافذَ الشهوةِ لكانَ حَريٌّ بها أنْ تَمْتَثِلَ لجبروتِ اللهِ-سبحانه وتعالى- وتصبرَ على بلواءِ هذا الزمنِ المريضِ ..ممّا ....؟
مِنْ أنني وضعتُ هذا الكونَ بمآلهِ, وإغلاقهِ, في عقلي الطفل ...!
أستحيلُ عندَ التفكيرِ بالأشياءِ إحدى صفاتِها, أو شيئًا من شيئها, في كينونتها أتقمّصُ خواصَ الحقائقِ, واحترفُ التجربةَ حتى زارني الوهنُ، وباركني التيهُ، وأقطبَ في جبهتي الأملُ . وحقّتْ عليّ كلمةُ الرثاءِ من نوعٍ جديدٍ ... لأنّي قويّ ...!!
كلُّ هذا ...امتحانٌ , إنّهُ البلوى ... كلُّ ما يقعُ تحتَ الحواسِ، وحتى أنّهُ فوقَ الحواس.!
------------------------------
طفلُ الحرف(18)
 
محمد عبد الحفيظ القصاب
الأحد 25 أغسطس1993
© 2024 - موقع الشعر