رويدك يا وريث الأدب العربي! (رسالة إلى موجّه) - أحمد علي سليمان

ترفقْ سُعارُكَ أغرى التحوتْ
وليتك لذتَ بكهف السكوتْ

رأيتك – في الجهل – لم تصطبرْ
ومِرجلُ حُمقك كال الكتيت

ورحت تُشوّه أطروحتي
وتشمخ بالكَذِب الحنبريت

وتقمعُ بالطيش نقدي الذي
أفنّد فيه هُراء التحوت

تريثْ ، ملأت الفضاء أذىً
وزيفك أفضى إليه الخفوت

فليس لك الحق فيما ترى
لأن غرورك نخلٌ حَتوت

فليس له ثمرٌ يُجتنى
وليس لما قد طرحت ثبوت

أما قلت: أقنعه ، واشهدوا
إذن فلماذا طواك الصموت؟

وأنت الذي كم أكلت على
حساب الأعارب يا ذا الختيت

على الضاد كنت كمثل اللظى
ومن ريعها كم بنيت البُيوت

وكم قد وردت ينابيعها
وفي ساحها كنت فرداً تبيت

وتأتي تجادلني زاعماً
بأنك حُزت عطير النعوت

وأنك للضاد نعم الفتى
وأن رفاقك نعم السبوت

تكلمني من عنان السما
وتنسجُ – عمداً – وشاح الكتيت

كفاك غروراً ، ألا تستحي
وكفكف صياحَ الجدال الشتيت

وأقصرْ ملأت النفوس هوىً
ولن يغلب الحِلَ مَدُ السحيت

طواك الحوار ، فلا تصطنع
إباء بقيل عطيب صليت

ونارُك أخمدها منطقي
ودربُك قد أترعتها الأموت

ولا تدّع العلم ، يا جاهلاً
فأنت بما قد علمت تقوت

كفاك ارتزاقاً ، وأطفِ اللظى
ولا تلق – فوق السعير - الزيوت

ضحكت كثيراً على قومنا
وأعلى مقامك أهلُ البُشوت

فبعت العلوم ، وبعت الهُدى
وبعدُ رتعت رتوع الرتوت

فصرت الجهول ربيب الخنا
وعن نصرة الحق كنت الهبيت

وفاتك مجدٌ يزين الورى
وجمعُك للمال ليس يفوت

وبت (أبا الجهل) في عالم
يُذيب العلوم كمثل الحليت

وإلا ففسرْ قصيدي الذي
حوى اللغز مثل احتواء الطسوت

وكل انفعال حوى فكرة
تؤزك أز اللعين الخبيت

فحطمْ غرورك ، كن عاقلاً
ومثلك يجهلُ نور القنوت

وقانا المهيمن ما تدّعي
ولو كنتُ مثلك كنت أموت

© 2024 - موقع الشعر