ملحمة الأدب العربي (1000 بيت) - لفى الهفتاء

لله در اللي بدا بإسم الصمد
رب البلد وقل هو اللهُ أحد

وكاف هاء ياء عين صادٍ والمسد
سبحانهُ من جلّ عمَّ يشركون

أخَير مبدا كل مبدا مبتداه
من لا حمدنا بعد مكروهٍ سواه

هو الإله الله وا نعم الإله
منزّلً سورة سبأ والكافرون

المعطي الوهّاب عون المستعين
رافع مقام الأنبياءْ والمرسلين

هو منزل إبراهيمِ والمُطففين
ومنزلً كلا وسوفَ يعلمون

العادل العدل الإلهوت الصبور
سبحانهُ عالم خفيّات الصدور

من أوعد الإنسان في يوم النشور
وناسً لها خيره وناسً قانطون

باسط سهولٍ فوقها سبعٍ شداد
مبدّلٍ دنيا عبادٍ في عباد

وَمهلكٍ عادٍ إرم ذات العماد
من بامره الدنيا وأهلها فانيون

ذو الطول رب أحمد ويوسف والخليل
العالي الوالي ذو الجاه الجليل

رب الفلق رب العلق نعم الوكيل
عالم بما كان وعلم ما قد يكون

أببتدي بسمه وأنا ماني رسول
بأبيات شعرً تنتمي لأهل العقول

يا حرةٍ ما بين حومل والدخول
من علمتني وأكثر أهلي يجهلون

من ربع وادٍ ما .. وجاعدها رماد
في عينها أطلال من ذيك البلاد

خرافةٍ تاخذ بطولة شهر زاد
منجوبةٍ من بطن ما هو كالبطون

زادت على العشرين في خمسة شهور
عشرين زهرة وانجبت باقة زهور

لي وسط ما هي تكتبه تسعين دور
ومن دونها غيدا دمشقٍ حيزبون

أضفت عليّه من حناياها وشاح
حتى كفخ في ناظري أشقر جناح

وعندل خفوقي عانق العيطا وناح
لعين ذيك الحرة العف المصون

بيمينها أشوف مثل الصولجان
وبكتفها أشوف مثل الطيلسان

من فوق غوجً سابحً بالهيدبان
تحمي رباه من الوطى تسعة جنون

في نحْرها وضّاح مثل الدردبيس
قدّام عين اللي نظرها علطبيس

كم قد حيا منها من أمه خندريس
تحمل بها دم ابن خادم وارطبون

جتني على صوت الحداوي والزجل
في ساعةٍ منها عذر وقفة رجل

طقيت طبلً من عجل سهم الأجل
جت وأعبرت بي ليل من نونً بنون

في آخر الثلث الأخير الأغسقي
هي شرعت قدمي نوافذ جوسقي

عن كل شيً فيه بين الدوسقي
وفواسق العالم عليها يهتدون

جت تقشعرّ أبدان منها في ظلام
عريضة أكتافٍ ومنسوبة قوام

مخلوقةٍ لكن مهي مثل الأنام
من طينةٍ تغضي لها كل العيون

لا يا هجوسي كبّري ثم هللي
واستفهي لما يُقال وعللي

واستنقصي لما يُخط وجللي
شومي عن الغاوون لو ما يشعرون

واستنفري مني ولي استولفي
واسترسلي عندي ومعي استوقفي

واستكظمي في وعلي استنزفي
ثم اقرعي بابٍ وراه ألف ايهذون

من واحدٍ ضيفة خياله سرّته
في ختختٍ بعض الملا ما مرّته

تضيع بالحندس معالم جرّته
وتسعين مارد خلف ممشاه ايحدون

ثم أنظمي كالؤلؤة في زئبقه
ونسيجها من دود قز البرشقه

لجل اكتسح ساحة عكاظ المغلقه
ما بين من في كل وادٍ هائمون

جاني على حبك أجزل الشعر انتعاش
كم قد مضى ليلً عزل جاشً وجاش

سكرة هجوسي لا تعوّد لي بلاش
لا ظنّوا القرّاء ما هم خائبون

الحمد لله ما يجي شعري هزيل
آرد بدلوي منهل الشعر الجزيل

لا امطر سحابه مشربه ماء سلسبيل
أوفى من أسياد البدع كل الديون

شفت القصيدة وابتدا مشروعها
عن الأدب هي عنونت موضوعها

بألفٍ من الأبيات جت مجموعها
حروفها بالطرس (أزهى من ضيون)

تدور في راسي لها بضعة ليال
لا من غفت عيني تقل يذّن بلال

حتى لها علّقت بالجوزاء هلال
من عزفة الشاجن على سلك الشجون

عن الأدب أنظم على صوت الهجوس
اللي براسي كنه الحرب الضروس

يرفع نفوسً تحت تعويذة نفوس
ما بين فعل الطاغي وقلب الحنون

إيه الأدب وأنا ترى ماني أديب
لكن على إرسال بحثي مستجيب

علّي أقدّي باليقين المستريب
إن كان قوّاني مجيب السائلون

دام الأدب علمً تنمْ فيه العهود
قدّام ميلاد الأمم عاد وثمود

ما جاء بالقرآن يشهد يا شهود
لسان محكم بالبلاغة بالمتون

كان الأدب رقي الذهون وما حوْت
عن السفاسف بالأمور اليا جوْت

من تربة أصلً ناتجتها ما ذوْت
يبني حضارات الأمم ما يبتغون

من أول الدنيا وهو نبع الجمال
وكامل ولله الولي كل الكمال

كنزً ويثرينها ولو هي في مقال
إلهام روحاني وما دوره فدون

علمً من الإعجاز ما علمه دخيل
فضيلً وذو العلم من علمه فضيل

عن غثربٍ هوّ الزلال السلسبيل
يسعون له ناسه لجل يستنورون

كلن يهيمه بس ما كلن يهوم
محيط علمه دونه آفاق العلوم

وسيع موسوعة ولا هو بمْختوم
لا زال يجمع به من آلاف القرون

كتابته بإرثه ترى كانت سبب
تدوّن الكتّاب ما جاء بالأدب

حتى سهل بحث العلوم من الكتب
فكان من يبحث ورىْ المدوّنون

شرح النقائض لأبي عبيدة قد يسير
والكامل اللي ألفه هو بن كثير

وللواقدي كتاب مضمونه قدير
بإسم المغازي هو معروف المتون

وابن قتيبه والأديب العسكري
والآمدي والمبرد وبن جعفري

والمرزباني صاحب العلم الثري
ولا نجهل الجرجاني اللي ما يهون

والجاحظ إنه .. ذو الأدب ذاك الأديب
كَتب كُتب عدّة من الفكر العجيب

وابن المقفع ترجم القول الغريب
كليلة ودمنة لمن لا ينطقون

وأيضا بن المعتز عبدالله .. فضيع
صاحب كتابٍ كان أسماه: البديع

ورسالة الغفران لأحرفها لميع
لأبي العلاء وكان هوّ أعمى عيون

وأيضا من الكتّاب أجيادٍ تجيد
كالأصفهاني بو فرج وابن شهيد

وأبو علي راع الأمالي ذا تليد
من عاد دايم بالطليعيّة يكون

ثمْ جاء شوقي ضيفٍ وطه حسين
ونجيب محفوظ وبعد قاسم أمين

ومحمودٍ العقّاد وأيضا جاكلين
ورفاعةٍ والمنفلوطي كاتبون

مصادره ثلاثةٍ فيما قضب
المصحف المنزل وهو ساس الأدب

وحديث أحمد إبن عبدالمطلب
وأدب بنو يعرب على ما ينشئون

تهذيب للعقل وسموًّ بالبيان
وحفظ الدلائل واقترافٍ للحسان

وردع الجهل وأيضا ترى سلطة لسان
ونهض الهمم واجتلاء الخاطبون

وهو الكلام اللي بليغً ومْحسوس
عن عاطفة صادر .. مؤثر بالنفوس

بالفكر والإسلوب والنقد مْغروس
كما ترى يُعنى بقول النابهون

وجاء للأدب عند العرب عز وقدر
ما تحكي الألسن سوى شعر ونثر

مواعظ وارشاد ودروس وعبر
ونصايحً ينمو عليها اللاحقون

أركان علمه أربعه فيما ظهر
قوى العقل مثل الذكاء المعتبر

وعرف الأصول اللي تجيي تحت الفكر
مثل الكتابة والخطابة والفنون

ونظر تصانيفٍ لها رونق فضيع
من أهل البلاغة ربّة الذوق الرفيع

والارتياض وهو لا خط البديع
يكون تدريبٍ على البدع الرمون

ببدا أنا بالشعر تعبيري عنه
من كان هو أعلام كل الأزمنة

الشعر هو منبع ذوات الميمنة
أبكتب وغيري لقولي يسندون

للشعر تعريف من كل الأنام
هو ذات مضمونً وموزون الكلام

وهو المقفى آخره حسب النظام
ومن زمان الجهل حسبه يكتبون

تعبير إنساني وظله لا ورف
داخل عموم الإتجاهات اقترف

يشمل حقيقة نفس لا منه ذرف
رؤى أحاسيسً تترجم بالذهون

يقوم بإيقاعين هو فيما دُرس
الداخلي هوّ الرَبَط واسمه : جرس

والخارجي هو الوزن واسمه : أسس
من دونهن بلا موسيقى هو يكون

والشعر له قسمين من ماض الزمن
شعرً عمودي يعتبر سائد علن

فكان له قسمين تعرف من لدن
بتقليدي وشعرً حديثٍ يُعرفون

وثاني أقسام الشعر فيما ذكر
شعرً يسمى حرّ بأقسام الشعر

فكان له قسمين هذا واشتهر
منثورً وموزون فيما يذكرون

ولا القصيدة جملة ابياتٍ تصير
على بحر واحد تنير وتستنير

وتتفق بالعجز فالحرف الأخير
ولا ما قبله حسب ما ينظرون

والقافية للبيت قفلة آخره
في شكلها كل القصيدة فاخرة

بالرسم والمنظور تبقى زاخرة
وأهل الأدب من دونها لا ينصتون

ولا البحر إيقاعً وعلمه بحر
يحمل مفاعيل العروض المعتبر

تقسيم موسيقي بما قد ينحصر
يكمن ببيت الشعر فيما يقبلون

والبيت يعني جمع شطرين ان كُتب
موزون وفقاً للقصيدة لا نشب

منه القصيدة تزدخر حسب السبب
حتى تنم في اكتمال القارئون

وَكل بيتٍ لا ثلاثٍ ينقسم
هو مصطلح عند أصل يعرب منحسم

وَكل قسمٍ فيه يعرف في اسم
يحسب بما كان اسلفانا يحسبون

وهي العروض: أول ترى اقسامه وهو
كلمة أخير الصدر تأتي لا خلو

والضرب هو بالعجز .. والثالث حشو
يحسب بقية ما كُتب للقاصدون

كما تجي للبيت أجزاءٍ ثنين
الصدر ثم العجز عند العارفين

حسب العروض اجزاءهم متوازيين
في أي بحر وأي لحن وأي لون

ولا البحور احسابها خمسة عشر
عند الخليل وزادها الأخفش بحر

وَما سواهن يعتبر اسمه نثر
على بحوث أهل البحوث السابقون

بجيزها دام الأسامي تنوجز
واببتدي إجماع عزل المنفرز

هن من مديد ووافر ورمل ورجز
وَمن مضارع ومتدارك بالفنون

وَمن بسيط ومن خفيف ومقتضب
وهزجً ومجتثٍ وكامل نضب

وَمن سريع ومنسرح بأم الأدب
وَمن طويلً ومْتقارب ذو شجون

منهن اللي في تفاعليه تبان
اللي تألف بأربع وست وثمان

على حسب تبيان راعين البيان
في شرح تفصيلي وفي ما هو بأدون

في بعضهن مكرره تفعيلته
ولا بعضهن تختلف تشكيلته

أما تعاقب بالشطر تفضيلته
أو تكرر وحدةٍ منهنّ بون

وَمنهن اللي لا تقطّع وانقطع
تستخدم ابياته بحالاتٍ تسع

مجزوءٍ أو التامّ فيما يتّبع
أوّ منهوكٍ حسب ما ينظمون

أو مشطورً : حذف نصف الشطر
ولا مقفى : عجز كضرب الصدر

ولا مدور : هو في بيت الشعر
في إشتراك الأشطر بكلمة يكون

ولا مصرّع : من تغيّر بالعروض
بالزود ولا النقص من باب الفروض

لجل اتفاق الضرب من بعد النقوض
وعليه أكثر أأدبانا يضربون

ولا مصمّت : كان بالرسم النظير
لا يتفق شطريه بالحرف الأخير

غير العروض الضرب وإن الضرب غير
هو دايما بالمطلع الأول مكون

والوافي : الليْ بكل أجزائه وفي
بالضرب ولا بالعروض إن جاء يفي

مع نقص علة واحدة هو يكتفي
يعني يوجّب بعض الأحرف في سكون

وتغيير تفعيلاتها عند السلاف
بعلم العروض اثنين ما فيها خلاف

كان أوّله علة وثانيّه زحاف
عند العروضيون والمستعرضون

وللعلة أنواعً ثنينً جازمة
اللازمة وثمَّ غير اللازمة

فيهنّ أقلام البواحث حازمة
يبحوث وثم إلينا ينقلون

واللازمة تجي بقسمينً ثنين
الأولة علة بنقصً تستبين

وكانت عشر على لسان الحاسبين
ولكل واحد ضبط بالصورة يكون

ما دوّنن تشعيبٍ وقطف وقصر
وكسف وخذذ وَوقفٍ وصلم وبتر

وحذفٍ وقطع وكانن إجمال العشر
يعلم بهن لب الأناس العالمون

وعلة زيادة ثاني الأقسام جت
ولها ثلاثٍ ما تنال الزود بت

تذليلً وترفيلً فيما أعرفت
ثمً هو التسبيغ ثالثهن يكون

وأما فغير اللازمة هي تنعلم
في أربع أنواعً تراها تلتئم

هي خرمً وتشعيثٍ وحذف وخزم
لكنهم عن بعضهم هم يفرقون

أما الزحاف أنواعه اثنينً أتن
مركّب ومفرد وما كانت تكن

ولكلهن أنواع تأتي من بطن
أنواع معروفات عند الآصلون

وكان المركب بأربع أنواع امتثل
طيً وخبن وكانن أسماء (الخبل)

وكفٍ وخبن وكانن أسماء (الشكل)
(والنقص) ثالثهن ببيت المنقصون

وَرابع الأربع حسب ما ينتحل
إضمارً وطيً وهو كان (الخزل)

وعلم العروض اعطى لكلْ نوعً مثل
تفصيل توضيحي يمد الدارسون

أما ترى المفرد بإنواع استتب
ثمانية , إضمارً وطي وعصب

وكفٍ ووقص وعقل فيما تنكتب
وخبنً وقبض إكمال عند القارئون

وللشعر أغراض في بطن الشعر
يا من بحر تغرف وتنحت من صخر

هن ستةٍ بين الحماسة والفخر
والوصف ولا في غزل ذيك الفتون

غير الهجاء ذكر المعايب والخمال
وغير المدح ذكر المحاسن والخصال

وغير الرثاء باللي توافاه الزوال
تعبير عن حر المفارق والشجون

الشعر موروث العصور ولا يبور
تناقله عبر الأدب ستة عصور

منقول من كتبٍ لها بالحق دور
حتى إنهم في حكيهم يسترسلون

فكان (عصر الجاهلية) منبعه
وهذاك عصرً له خصائص أربعة

في (كثرة التصوير) بإبداع وسعة
وثم (الوضوح) بكل ما هم يكتبون

والثالث هْو (الصدق في تعبيرهم)
من ثم (للبيئة حلو تصويرهم)

فازوا بذولي نعم عن غيرهم
حتى الأدب فيهم على الشرفا منون

حتى النثر في عصر ذولا مستحب
في أربع ألوان بأدب كل العرب

كانت (حكم وأمثال) والثاني (خطب)
(وَللوصايا) داخل الألوان لون

وَبعدهن هو (سجع كهّان) العصر
ثم اشتهر هاللون فيهم وازدهر

سوات شق انمار اول من ظهر
حتى العرب في ما دعابه يدّعون

لهالعصر عواملً ديناتهم
ثمانية .. كانت سبب إثباتهم

تأثّرت فيها رؤى حياتهم
بها يجيبون العرب أو ينقلون

الأولة كانت طبيعة تنهمل
عن السلالة في أمورً من أصل

والثانية كانت لهم حسب العمل
جغرافيَة بيئة لها يسترحلون

كانت جزيرتهم لها الصحراء غلاف
دائم يسود الدهر فيها والجفاف

وإذا هطل وادن تشوف الإختلاف
حديقةٍ تسر راعين الضعون

تلوّن الإنسان فيها بالحياة
كانت تضاريس الثرى تعكس حلاه

تطبع له الأخلاق حصرً عن سواه
فهذه الأرضُ لكل المرتبون

والثالثة كانت حسب ما يشعرون
الإجتماعيّة وهي للعارفون

بين البدو والحاضرة مستوددون
كانت حياة العز فيما يُعرفون

ومنها فكانت قيم واخلاق عُرْب
كالصدق والجرأة ونجدة ذات قرْب

من شرق صحراء الجزيرة لين غرْب
كانت لهم أخلاق فيها يرتقون

وأيضا لهم أخلاق فيها انفرار
كالغزو والنعرة بعد لعب القمار

والخمر والنهب الذي طال انتشار
الدين غيّرها وكانوا منتقون

والرابعة كانت سياسية نعم
وهذي إلى قسمين كانت تنقسم

على العرب منها بما آتوا وسم
ما هم عن الإطار منها يخرجون

وحدة فكانت تحت إمارات الدول
ووحدة تحت شيخ القبائل والأهل

ما غير هالقسمين يعرب تمتثل
حتى ولو فيها من السادة أدون

والخامسة فهيّ دينيّة .. أجل
عبادة الأصنام كانت من قبل

مثل صنم مناة واللات وهُبل
ومنهم لدين أسلافهم يستنبطون

والسادسة فهيّ عقلية .. تدوم
تعني معارف ما أتوا به والعلوم

عند السلف دامت وللأجيال دوم
ما بين كنز السابقون اللاحقون

والسابعة كانت لما يحوون زاد
يعني بها الاسواق ولا الاقتصاد

كلن بها يا فاد ولا يا استفاد
شارع يشيل العُرْب ولا الزائرون

والثامنة معلقات الشعر حسْب
كانت كمنظر اهتمام وحث عُرْب

جاء للبلاغة والشعر عينً ولُب
وهذي عوامل جت لذاك العصر لون

وكان شعّاره هل الشعر الأثيل
يسوده أصحاب المُعَلقات حيل

والشنفرى والخشرمي وابن الطفيل
وابن جناب وبن قميئة عامرون

وأوسً وأسماءْ التغلبي والنهشلي
والزير والمُثقّب وبن جندلي

والحادرة والخرنق وسموألي
وحاتم وثابت ابن جابر باذخون

والضبعي وعروة وليلى والمسيب
وتماضر الخنساء وحاجب بن حبيب

وطفيلً وقيسً ومعشوقة كليب
وابن عبادٍ وأبو طالب فارهون

وبشرً وابن مالك وبن عمْروْ السليك
وعدي بن زيد وعبيد وبن شريك

منهم أتى صعلوكٍ ومنهم مليك
والبعض منهم شُعراء مخضرمون

وثاني عصور الشعر عصر النبي
عصرً يسمّى (عصر الإسلام) الأبي

واستمر ومر بأصلً يعربي
إرثٍ من آباءٍ توافاه البنون

وسطه حضر(عهدين) معدنهن قوي
من (نَبويّ وراشدي) ثم (آموي)

باللغونة جاد اللسان اللفظوي
وثم زادت اغراضه بقول المسلمون

نشر العقائد والدعاوي والقيم
ووصف الفتوحات العظيمة للأمم

ومن زرع بقلوب أهل الإسلام الشيم
ففيه يُهدى كل ذي قلبٍ رنون

حتى النثر في عصرهم جاه امتهان
في اكتزان أقوال ولا في اختزان

هو (الخطابة) (والرسائل) من زمان
تعد لونين النثر للعاربون

وَفي الخطابة ازدهر هذا العصر
يومنّها لسان دعوة بالنشر

وطرد الفتن بالدين وأفعال الضجر
ومنها جنود الله لنصره يشحنون

وبالحج والعيدين والجمعة بعد
صارت شعائر دائمة وللأبد

يقوم فيها ذو الخطابة مجتهد
والناس للي هو يقوله منصتون

وهي الخطابة بأربع أنواع اشهُرت
دينيّةٍ للدين وأهله قد سرت

وغير المعارك والتي فيها جرت
من فتوحات ونصر للمؤمنون

وغير السياسيّة وحق إنسانها
من كل ما حاش الملا بأوطانها

وغير الوفود وما يخص بشانها
حتى بدت نورً تراعيه العيون

وفيه الخصائص بالخطابة كامنه
بسم الولي تفتح ولا تخلو منه

ومدح النبي أحمد وما أنزل عنه
عليه من ربه صلواتٍ تكون

وبالمصحف وقول النبي تأثّرت
ومتماسكة موضوعها ما يومً خرَت

وخلت من السجع الكليف ليا انقرت
وأهدافها تسمو على كل الذهون

وأما الرسائل عاد جت للمسلمين
لها مواضيعٍ من السابق ثنين

شرح المباديء والقواعد باليقين
وتدور حول الحكْم ما به من شؤون

وجات الرسائل بالعصر هذا ثبات
استخدموا كتّابها فيها لغات

لغة هل الإقليم من فرط الحياة
ولليعربيّة كانوا أيضا يستخدمون

وخصائص الإسلوب فيها معرفه
تخلو من التهويل هي والزخرفه

وأيضا ترى الإيجاز فيها موقفه
وألفاظها عذبة لها هم يرتجون

هذا العصر نامي وينميه الأدب
راحب ولا به غيره إن قالوا رِحِب

به رِز خفّاق الأدب فالمطلحب
وأهله ترى ما هم غفاةٍ غارقون

وكان شعّار العصر هذا كثير
أبو الشمقمق والفرزدق وَجرير

وابن الفجاءة والشماخ وبن زهير
وليلى الأخيلية وتوبة نابيون

وكثير عزة والنميريّ وعدي
ومجنون ليلى قيس والسهروردي

وجميل والأحوص وعمْرو ابن مْعدي
وابن أبي حفصة والأخطل شاهقون

وابن أذينة والأقيشر وَدريد
وحسان شاعر أحمدٍ خير العبيد

غير الأمير مْعاوية وابنه يزيد
وَقيس لبنى وابن مقبل فارقون

وعمر وعبدالله ووضاح اليمن
وابن حزام وبن عياض المأتمن

وغير الجيلاني والحطيئة .. مِن لمن
النابغةْ الشيباني أحدْ النابغون

وابن حكيمً الطّرمّاح اشتهر
وذو الرمة الغيلان عقبه من مضر

ومحمد بن الخيمي اللي في مصر
غير شعّار بذكرً سابقون

وثم بعَده (العبّاسي) وبين الأمم
اللي صعد في كثرة الشعر القمم

في طفرةٍ ما شافها حمّ وحمم
لكْنّ أكثرهم من أصحاب المجون

هم أدخلوا بالشعر ألوان وبديع
اللي جعل من عصرهم عصرً فضيع

شفت الأدب في ما أتوا منّه يذيع
حتى بقوا عن غيرهم متميّزون

وكان شعّاره سناءً من طلل
كشاجمً وإبن الأحنف بو الفضل

والخبز أرزي والميكالي بو الفضل
وإبن حيوس وابن عنينً ماهرون

وبشار بن بردٍ وبن جبلة علي
والمتنبي والجهم والباهلي

وأبي فراسً والخزاعي دعبلي
وابن التعاويذي وواواء منتقون

وابن النبيه وبن حجاج وبن زريق
وبن منقذٍ والقيرواني بن رشيق

والديلمي والبرمكي رأس الفريق
ولا أبو نوّاس رأس الماجنون

وأبو العلاء والخارجي وعرقلة
غير الإمام الشافعي ودوقلة

ومحمد إقبالً وإبن المعذله
وعلي التهامي والبوصيري فارقون

والسرّي الرّفاء بوقتٍ له مضى
غير الشريفين الرضي والمرتضى

وعلية بن المهدي وابن الفارضا
وابن الزيات وبن دريدٍ صاعدون

ولا أبو تمّام غير البحتري
ولا بن الرومي وغير الحميري

ومحمد أبو الشيص والأبيوردي
وسمنون والحلاّج هم متناهيون

ولا أبو المعتزْ وابو العتاهية
ولا بهاء الدين فحلً داهية

وربيعة الرّقي وكلمه ناهية
والأصبهاني والظريف أهل الفنون

ولا الخالدييّن ولهم شانً عتيد
همّ أخوةٍ محمدٍ ثمً سعيد

ولا بن الخياط والبرعي .. بحيد
وابن عْربي والقيسراني وادقون

والهَمَذاني هو (بديع اهل الزمان)
ولا الثَعالبي وديك الجن كان

وغير المسمى في (صريعً للغوان)
وعبدالله وباخرزي المستقببون

ومن بعد هذا جاء عصر (الأندلس)
في ارتقاءً واعتلاءً إندرس

وأصبح لأهل الشعر نبراس وقبس
للعلم والتعليم كانوا كاسبون

هالعصر تطويره بعد ما هو ورف
بحلو الطبيعة والتقدم والترف

والعلم والعمران بيّن وانعرف
وحريةٍ فيها أهلها راغدون

مر بمراحل تنقسم إلى ثنين
تقليدي وهو كان حكي الأولين

وتجديدي وهو ابتكارً بالسنين
والأندلس أهله عليها سائرون

وعلى الشعر بأغراض أخرى امتهن
وصف الطبيعة والحنين إلى الوطن

غير الرثاء اللي تخصص بالمدن
فكانوا الشعار فيها مكثرون

وهو في ثلاث عْهود مر بمبتداه
العهد الأول كان هو عهد الولاة

حروبٍ وتأسيس ملكٍ بالحياة
يستوطنون الأرض حتى يحكمون

وعهدٍ أمويً يضد الازدجار
تطور وقوة وعلمً وازدهار

اللي قبس في ظلمة العالم منار
حتى بدوا في كل علمً حاضيون

وعهد الطوائف والملوك المنتحل
اللي تقسم فيه إلى عدة دول

تنازعت والحكم الإسلامي رحل
من بعضهم أهل الكراسي فانيون

وحتى النثر في عصرهم بلا حدود
مشهور في نوعين من بين العهود

نثر أدبيّ ونثر تأليفي مجود
كانوا بهالنوعين فنً ينثرون

وكان شعّاره مهم ذروة قلل
ابن الزقاق وبن شهابٍ والهُبل

وابن الهدى وابن شهيد وبن سهل
والقيرواني والرصافي وافيون

وابو البقاء وبن سليمان الحلي
ولا إبن خفّاجةٍ والقسطلي

وابن نباته وابن زمرك معتلي
ومن بعد الألبيري أمير الواصفون

ومن غير بن حمديس والحدّاد طيب
وكان ابن زيدونً لولاّدة حبيب

وَابن معتوقً والأخرس والخطيب
والتلمساني وإبن هاني عاليون

ولا صفي الدين مقطوع النظير
وبن عبد ربه والحكم عسرً يسير

ولا ابن معصومً الفحل الشهير
والششتريّ وابن مشرف طائلون

ثمً أتى من بعدهم عصرً ثمل
من هو يسمى (بمْتتابعْة الدول)

من له ثلاث نْهوج من ماض الأزل
ونهايته بأقل من خمسة قرون

فمن نهوجه كان نهج الأولين
في (قوة التعبير) بالقول المتين

وثم (الفصاحة) في لسان الناطقين
مثل الأبوردي والمقرّب يعرفون

وَثاني نهوجه ترى (نهج العصر)
في (كثرة التجديد) دايم بالفكر

هو مثل قول ابن نباتة بالشعر
ومثل صفيّ الدين (والمستحدثون)

وَثالث نهوجه ومن بعد الثنين
هو كان (جمع المنهجين الماضيين)

مثل البوصيْري جامعً للمنهجين
والباعونيّة عائشة لا ما تهون

وفي أربع عهودٍ تبيّن هالعهد
عثماني ومملوكي اسمى وانعقد

وعهدٍ بعد زنكي وأيوبي بعد
فكانوا الأربع منال العاهدون

وَكان أيضا للنثر فيهم أثر
ما يندثر لو في سواهم مندثر

هو في ثلاث من أبرز فْنون النثر
إيه اشتهر هالعصر في تلك الفنون

من (ديوانيّة) ككتابات الملوك
يعني مراسيم ومكاتيب وصحكوك

من بينهم تحمل أساليب وسلوك
فكانوا إبها بالسياسية يبحثون

ثم (إخوانيّة) ثاني فْنون الكتاب
من تنكتب بين الحبايب والقراب

تحمل تهاني أو تعازي أو عتاب
أو أي واجب بينهم أيّن يكون

وَكان ثالثهن من أبراز البدع
تقال (وصفيّة) وتعرف للجمع

من وصف الأشياء مثل بيئة مجتمع
أي يكتبون إنشاء عما ينظرون

والعصر هذا ماء كتابتْه انسكب
يوم اضعفت فيه الكتابة والسبب:

كانت (فساد الذوق عند أهل الأدب)
ثم (الثقافات اضعفت من كل لون)

ثم (انتشار بوقتهم بعض اللغات)
ثم (اندثار اليعربية بالحياة)

يا لين صارت من سباتٍ في سبات
ثم (غيرهن تحطيم فن البدعون)

ثمً أتى (العصر الحديث) المكتهر
في دوحةٍ بالشعر من بعد الدهر

ثم استتب وقام صرحه وازدهر
موسوع في رحب المدائن والركون

وفي كثرة أغراض الشعر بعد اسلفه
من اكتساب الفكر علم ومعرفة

ومن ابتكار أفكار ولا فلسفة
يا لين ما سموا من الفكرة جنون

وكان شعّاره على حسب الدول
من أرض بابل فالعراق الممتثل

والشام بلدان الحضارات استقل
تعدادهم أصبح من أروع ما يكون

صلاح نيّازي وسركون وخليل
وشاكر وعبدالسلام ابن العجيل

وطلعت سقيرقً وجبران الخليل
وخليل مطران وخميسً لائقون

والأعظمي والخال والفارع هلال
ونزيه أبو عفشً وبن سبتي كمال

واليازجي وردة وهارون وكمال
وَمصطفى وهبي ونازك معتنون

وممدوح عدوان وأدونيس وسوْزان
وراشد حسينً وَشكيبٍ أرسلان

وريتا ومالك مالكٍ والبربكان
وباسم فرات وغادةٍ متْعادلون

وإلياس أبو شبكة وابن عقلً سعيد
والأسود إبراهيم وأيوبٍ رشيد

وبهيجة وناصيفٍ وعبدالحميد
ومعين بَسيسو وفاضل طارقون

وهارون هاشم وأبو جحجوحً خضر
وقحطانً ومُطرَان والفرّا عمر

وّمظفر النوّاب وأحمد بن مطر
وجابر وْيوسف وعامر عامرون

وأحمد ابن دحبورً وكاظم جواد
ومنذر أبو حلتم وتوفيقً زياد

ونزار قبّاني ومسعد بن زياد
ومحمد القيسي وفائز فائزون

وسنيّة وفدوى ويحيى من جلد
وَغير مخيائيل نعمة في عدد

وَغير أبو ماضي وعدنان ومُعد
ووحيد حيّون وفليحة وادنون

وفيصل ومعروف الرصافي والدغيم
ودكتور ابن بارودٍ وعبدالرحيم

ومؤيد الراوي وأحمد بو سليم
ومحمد الماغوط وأيمن بارعون

وشعّار مصرً والسودان من الأمم
الحردلو أحمد وأحمد بن نجم

ومحمود أمين ومحيي الدين استقم
والماسخ وإسلام هجرس حاكمون

وعبدالله الطيّب وطيّب بربري
وبراهيم ناجيً وغير الجوهري

من غير أحمد شوقيً والبربري
وأحمد محرّم والتجاني مفرضون

وَمصطفى صادق وأيمن وَنجيب
وصلاح جاهينً ذو النظم القضيب

ومروة دياب وبنت ناعوت .. بعريب
وفاروق شوشة والتهامي سالمون

وزكي مبارك ثم أمل دنقل .. يلي
الحاج روضة تتلو الجارم علي

ومحمد عفيفي والفيتوري يا هلي
والبادية وأحمد حجازي قارضون

وابن جويدة والقباحي هو حسين
وَحافظ إبراهيم حطّاب السمين

وصلاح ابن عبدالصبور المستبين
والمنفلوطيْ وبن قميحة بيّنون

وحمزة قناويْ وعزت الطيري بعد
ورفاعة الطهطاوي أخير من قصد

ومحمد السيّد ابن مهران جد
ومعز والكتيابي وْهاشم يجون

وشعّار الجزيرة بالجزيرة من نظير
براهيم أحمد وإبن أحمد باكثير

وابن عثيمينً ذو البحر الغزير
والسالمي والشيخ عائض محكمون

وعبدالله الفيفي وصالح بن سعيد
والشاعر العشماوي وغازي .. بحيد

وحسين أحمد وبن أحمد بن سعيد
وعبدالله الفيصل وعلوان أخْيرون

من بعد ابن لعبونً ومحسن نظب
زياد آل الشيخ وأحمد باعطب

وعبدالسلام الكبسي يا لب الأدب
والصاعدي والثقفي هم بارعون

والصالح أحمد وأبو مسلم من قري
ومحمد حبيبيً وغير العسكري

والرحبي وجاسم وابن زمخشري
وكريم ابن معتوق ضمن البازيون

وهيلدا بن اسماعيل ومحمد جبر
وسعادً وسعديةٍ وآبن خضر

غير المقالح والفقيه أهل الشعر
وابن مساعد والجلاوي ماحضون

وعبدالله النعمان والحجي حمد
وابن الدميني والبرَدوني بعد

وَغيرهم شعّار ما فض العدد
من بين امواتً وأحياءْ يرزقون

وغير شعّارً من المغرب وهم
من كان فيهم المهم أو الأهم

أسمائهم نارً توهّج في علم
بأربع دول كان الشعر فيهم معون

أحلام مستغانمي وأبو سريف
وإدريس علوشً وعثمانً لوصيف

ومحمد الشلطامي الكلْم الخفيف
ومحمد بنيس ورامزً متكافئون

وأحمد بنَميمون ومحمد كمال
ومفديً غير السنوسي بالجمال

وعزوز وأحمد موقفي أهل الثمال
وأولاد أحمد والفزاني ثاملون

وابن قذيفة وأحمد آية وارهام
وَشيكي محمد وأبو القاسم كرام

والعَمدونيْ مْرادٍ وعبدالسلام
وابن جوادي والشليّح رائعون

هذولي القلة من الجمع الغفير
حسب لوائح سُللت عبر الأثير

والبدع فيهم كان عقّلته يسير
من كانوا السبّق لشعرً حافظون

والشعر هو موروث سادات وعبيد
فكل أجيالً تفيد وتستفيد

في اقتباسً من سلفهم أو تزيد
يا لين حنا من عماره عامرون

والشعر قالوا بأربع أنواعً يقوم
من شعر (تعليمي) ويعرف للعموم

وكان يعرض علم كائن من علوم
وله عموم الناس دايم يرجعون

مثال بألفية إبن مالك دروس
ومثال أيضا في قصيدة هيْزَيْوْدَوس

وَشاعر الرومان ذا لوكرشيوس
من في قصايدهم منار الباحثون

ثم ثاني الأربع طويلً هيقمي
يعرف بإسم شعر (القصص أو ملحمي)

هو كان بأحداث البطولة ينظمي
حتى انظمه غير العرب مستشرقون

مثال الإلياذة وكانت لليونان
ومثال الإنياذة وكانت للرومان

وللشاهنامة في بلد فارس بيان
والرامايانا لليهودية تكون

والمهباراتا للملاحم أمثلة
وكانت أيضا للأوديسة منزلة

من سلسلة في سلسلة في سلسلة
تحكي بطولات الأمم للباقيون

والثالث (التمثيلي) اسمته الأمم
دراميً كالمسرحيّة ينّظم

حوار شخصيّات مسرح أو فلم
فكان لأحمد شوقي اسمً من لَدون

من مسرحياته تسمى عنترا
ومجنون ليلى غير مصرع كليوباترا

ومنهن الملهاة .. ردّت للبرى
وقمبيز للمسرح عزف منها لحون

والرابع اللي (بالغنائي) ينعرف
اللي من الوجدان للشاعر أزف

على قيثارة إنطباعاته عزف
والناس فيما هو يحسّه يسمعون

يبقى الشعر إعجاز بين العالمين
ما هو حواتيتٍ عليها سامرين

خُلّد وخَلّد مثل شمس اليقين
بأنف الزمن يفوح مثل الزيزفون

جمال روحاني وتصويرً بديع
كم وثّق أمجادٍ حسبناها تضيع

بالنمرق المصفوف والذوق الرفيع
وأيضا عُرف منّه نباريس وعيون

مُعلقاتٍ سبْع أو قالوا عشر
للنابغة وَعنترة وآبن حجر

وأعشى وطرفة والفحل فحل الشعر
والحارث وعمرو ابن كلثومً عدون

وزهير راع العفة الحَس الجزيل
هو جاهلي واصبح صحابيً جليل

ومنهم الكهل الملقب بو عقيل
لبيدٍ اللي له مع الحكمة فنون

ومجمهراتٍ شانها شانً مجيد
لإبن ابي الصلت وعديً ابن زيد

من غير خدّاش وبن الأبرص عبيد
والنمر ابن تولب وبشرً يدخلون

والمُتنقيات في شانً علي
عروة ابن الورد والمُهلهلي

والمنتخل والمتلمّس لأولي
وأيضا بن الصمة بلوح البارزون

والمرقش الأصغر حبيب الجارية
هندٍ إبن عجلان ذات السارية

غير بن علسً نسل نزاريه
من كان أعشى عنّه من الراويون

ومجمهرات الشعر بالشعر النفيس
حسان ابن ثابت واحيحة وابوْ قيس

وابن رواحة وابن عجلانً وقيس
الأوسي وإبن إمرؤ القيس الضيون

ومشوبات الشعر في شانً كبير
ابن ضرارً غير كعبٍ بن زهير

والنابغهْ الجعدي ذو النزف الغفير
شاعر كتب بالدين ما لا يحصرون

وعمرو إبن أحمر وبن مقبل تميم
غير الحطيئة راعي الشعر الذميم

وفيه القطامي منهلً نزفه كريم
مُخضرمً شانه من كبار الشؤون

وملاحم الشعر آصل المجد التليد
جرير والطرماح والراعي عبيد

غير الكميت اللي ترى موته شهيد
لبس لحق البيت وأصحابه كفون

غير الفرزدق أجهم الوجه الكليح
وذو الرمّة اللي (خاتم الشعر الفصيح)

والأخطل اللي كان في دين المسيح
من كان (شاعر تلب) فوق الناظمون

وعيون المراثي بالشعر صرحً رهيب
أبو زبيد وذو جدن وأبو ذؤيب

وابن نويرة والتميمي إبن ريب
من غير أعشى باهله للماثلون

وأيضا ترى بالشعر فرعً من أصل
نواردٍ ومن الأزل ولم تزل

مثل الأراجيز ومثل شعر الزجل
وَ كانا كانا وشمقمياتٍ مضون

من غير ألفيّات ياء ومْوشّحات
وأيضا لحوليّات أبو كعبٍ سمات

ولاميّة إبن القيم اللي جت ثبات
ونونيّة القحطاني أنظم زَرَكون

وأيضا لنونيّة ابن زيدون شان
وعند العرب لاميّةٍ بأرحب مكان

وقصيدة البلبل بحبكتها بيان
وأيضا روباعيّات للخيّام لون

وأيضا غرائب بالشعر لها مدار
أثنوا عليها بالأدب وأضحت منار

فيها ترى زاد العجب والافتكار
ومنها يقال إن العرب أهل الفنون

مثال أبيات ابن ابي بكرٍ وضح
لا من قريناها نحسّبها مدح

والذم لا منّا عكسناها اتّضح
شيً يهوّل صدق كل القارئون

وفيه الغريب أيضا ترى ذيك البيوت
رأسيةٍ تقرا ونلقاها ثبوت

وأيضا من الأفقي تجي نفس البيوت
أربع شطورً بالغرابة هي تكون

وأيضا قصيدة مدح في بن دارمي
تقرأ سليمة ما بها تهكّمي

وإذا حذفنا العجز جت تذمّمي
والقافية وحده ولا فيها شطون

وأيضا به أبياتٍ عليها الناس عرْف
أبداع من بحر الشعر مغروف غرْف

وهي نفسها لو تنعكس من حرْف حرْف
بنفس الوزن ما تختلف للعارفون

والشعر هو لوحة محاسنها كُثر
يزيد منها فن وإبداع الشعر

هي من جناسً واستعارات وقصر
ومقابلة وإيجاز مضمونً بهون

وتضمين من آيات قرآن بسياق
وسجع الجمل بالحرف الأقصى بإتفاق

من غير تشبيهات بأفكار وطباق
وأيضا من التصريع فن المبدعون

والازدواج اللي بتشكيله مثير
والتوريه وأيضا مراعاة النظير

وحسنً من التقسيم بالأحسن جدير
والالتفات اللي به أنغام وشجون

الشعر منهل عذب كلن يارده
من منفرد ولا فِكر متوارده

أحدٍ ملاكه به يقطّب مارده
من بين شعّار ألقً ومستشعرون

موروثنا الغالي وحفظ أمجادنا
تاريخنا من ورّثوه أجدادنا

به نستمدّ وثم نمدّ أولادنا
من خلقت الدنيا ليومَ يبعثون

وكان الشعر للناس هو ديوانهم
واعلام ينقل به وضوع أوطانهم

وعن كل حادث حاصلً برهانهم
وتوثيق للأمجاد عن بعض الظنون

وللشعر هيبة بين شتّان الشعوب
يكسي جسم راعيّه من العز ثوب

لكان كلن بالمعاضيل مْغلوب
بالألسن العصماء ترى يسترزقون

راعينه اليا حاشهم حالٍ ضنوك
ترهي لهم خيرات أسياد وملوك

فكم تبدّد ضيق منهم هو دروك
يمسون في حال وبحالٍ يصبحون

هو البيان وللبيان الما سحر
جمل لها وزن الجواهر والدرر

هذا الشعر ياللي تغبطون الشعر
موروث كنزً له أهاله يرتعون

الشعر أدب يعرب بنهجً منضبط
من الفصيح إلى نبع شعر النبط

حكيً مقفى في سياقه مرتبط
ما هو نداميّات عند النادمون

وشعر النبط ورثٍ قريبٍ ناظره
دخل على أهل البادية والحاضرة

من سالفه يفخر ويفخر حاضره
أقرب بمنظومة لحس المصغيون

شعرً حديث المعرفة والاكتشاف
أما على اسمه ما لقى منه اعتراف

أصبح لكل أهل الأدب نقطة خلاف
تضاربت آراء كل الجاهدون

من هم اللي قال في أحد الكتب
سمّي نبط هو من نسب أو ينتسب

أنهُ نسبة إلى قومً عرب
في واديً اسماه (نبطا) يسكنون

ومن هم اللي قال أسباب الاسم
جيلً هو (الأنباط) من فارس قدم

مستعربينً بالأصل كانوا عجم
جوا فالبطائح بالشعر ذا يعرفون

ومن هم اللي قال بالقول الصريح
قولً من الإثنين أقرب للصحيح

أيّ مستنبط من الشعر الفصيح
من مصدرً موجود للمستحدثون

وكان أصله من سنَواتٍ طوال
يقال بأنه جاء في بني هلال

قبيلةٍ تعرف ولا فيها جدال
بين العرب وسط الجزيرة باينون

من بالجزيرة من قبل تأمّروا
ثم للبلاد المغربيّة هاجروا

جميعهم .. لم ينتظر منهم مرو
والكل في قصة هلالً يعلمون

ولشعر النبط قسمين تعرف من قبل
الأول المنظوم ثم المرتجل

كلْ شاعرً فيهن ليا جاءْ يمتثل
فنون والشعار عشاق الفنون

الأول المنظوم يُعرف بالديْوان
من كان ينظم بالتأني والهوان

ما بين تنقيحً وتغيير البيان
من كانوا مْن الوقت كله ياخذون

والمرتجل يُعرف بإسم الملعبة
وليد لحظة .. كل شاعر يصنعه

كالقلطة الشعبيّة أمثل موضعه
أو مثل شعر اللي بعرضه يعرضون

ويمتاز هذا الشعر في عدة أمور
بساطة الإسلوب في رسم الشعور

وعفوية الإيقاع بآداة البحور
والمصطلح سهلً ووحشيّه بدون

كتابته فطرة ولا يخضع أبد
تحت القواعد باللغة فيما قصد

يكتب كما ينطق من الراي الأمد
لكي يسهل فهمه أن طق الأذون

وأيضا لنظمه كانت أعراف ودروس
ما هو بشعر أهل الفصيح إلا حسوس

مثل القوافي لها نظامً ومْحسوس
كانوا لها أهل النبط مستقعدون

تكون سمعيّة وحسب آدائها
ما يلتزم بالرسم وفْق إنشائها

تخدم جمال النص حين إيحائها
النطق هو الصح للي يبتغون

وأنها تبُنى بشطرينً ثنين
عكس الفصيح اللي فقط عجزه يبين

إلا الهلالي ما عرفنا من سنين
فهوّ تُهمل قافية صدره بهون

وأنها تبُني بوحدة واثنتان
وثلاثٍ أيضا حسب قول أهل البيان

وهذا جمال بحد ذاته وامتهان
تخص أشعار النبط للعارفون

وللقافية خمسة حروفٍ للعدل
تأسيسً وردف وروي ثم والوصل

ثم الخروج اللي معه وقْف الجمل
والغالبيّة في قداها يتقنون

وأيضا ترى للقافية كانت عيوب
والإبتعاد ايكون هو عنها وجوب

ما كان لأهل الشعر من وقت مْحبوب
والناس فيها يا كثر ما يخطئون

ثلاثة عيوبٍ محاربها وطيد
محدٍ رضى فيها قريب ولا بعيد

لا إختلف حرف الروي لأهل القصيد
تاره يجي منصوبٍ وتاره سكون

وتوحيد مد القافية في ما نظر
بالعجز وأيضا نفسه إن جاء بالصدر

بالحرف ما قبل الأخير مْن الشطر
وهذا من أكبرهن وهو دايم يكون

وغير اختلاف الردف هو عيبٍ بعد
واسمه (سناد) وكان من وقعه أشد

ما كان أتيانه من الشاعر سعد
وأهل الشعر عن ما اتابه يبعدون

شعر النبط غالي ومنزلته سنود
وكلن بما هو جاده المولى يجود

بحر عميق وموطنٍ ما له حدود
أدب معمّر بالسواري والركون

وكانت بحوره تنقسم وبإختصار
من كان (أصليً) ومن كان (إبتكار)

بين العرب لها نفوذٍ وانتشار
وأهل النبط على الوسايم ينظمون

فيهن من بحور الفصيح بحور ذوق
كالهزج بحرً بالنبط يحمل طروق

ثنائي وأيضا ثلاثي من فروق
ولا الرباعي هو شيباني يكون

وبحر الرجز أيضا وله كذا طرَق
ثنائي وأيضا ثلاثي بالطُرَق

ورباعي وحتى سداسي لا انطرق
مجاله الواسع يعز الطارقون

وبحر الرمل أيضا أتى هذا البحر
ثنائي وأيضا ثلاثي بالشعر

ورباعي وطرق الرباعي اشتهر
وعليه ذو فن المروبع ينظمون

والمُتقارب أكثريات الرصيد
ثلاثي وأيضا رباعي بالقصيد

ينظم عليه أهل الشعر عدٍ عديد
أخف وأسهل طرق للي يعرفون

والمُتدارك له طواريقً تبين
ثلاثي وأيضا رباعي هن ثنين

ومنّه تفرّع رجدٍ ويطرق إلين
حتى ثمان إن وافقت فيه اللحون

وذي البحور اللي مع الفصحى أتن
أما بنقص أو زود في طول اللحن

وأما الجديد المبتكر عدة وهن
على النبط حصري عليهن يكتبون

فيه الهلالي كان أقدمهن عمر
طويل والمنكوس اسمه لا قصر

وفيه صْخري ينسب إلى معشر صخر
من صيغة الوافر مفاعيله تكون

ومسحوبٍ وكان أسهل بحوره بعرْف
مثل الهلالي بس هو ينقص بحرْف

مستهلك استخدام من أيّات طرْف
أكثر هل الأشعار له يستخدمون

وبحر الهجيني هو بحر طرقه ذبيل
ويأتي قصيرً هالبحر وأيضا طويل

والجيل زوّد به وزاده كل جيل
ولكنّ اشهرهن ثنينً من أتون

وبحر المديد وكان بحرً من أصل
وَمنّه المجزوء فيما يستدل

من غير بحرً بإسمه الممتد دُل
عند العرب له مقعد وفوق وشؤون

وأيضا لأشعار النبط ذوق وحسان
منذ الزمان وراح تبقى للزمان

بيان والشعّار روّاد البيان
يبدعون بْكل ما هم ينشؤون

العرضة اللي اختلف به كل قول
قالوا هو من إنشاد يثرب للرسول

وقالوا بأنه من فروعً لا أصول
نوعً يجي بأنواع حدْي الحاديون

لكنّ هذا غير واستخدم قبل
ولا الحدا لونً يغنى للأبل

ما هن سوى لو اشتبه فيهن سُبل
بعموم الايقاع الموسيقي يفرقون

والسامري لحنً ولونً له قبول
هو من جنوبي نجد لا دار الفضول

بأيّت بحر ينشال ما هو بمْعزول
في أجمل الألحان أهله سامرون

وغير الزهيري كان لونً له قدر
أقرب إلى اللون المسمّى بالشقر

وغير المروبع والمخومس بالشعر
ويزود أيضا بابتكار المبدعون

وأيضا ترى التغريدة اسم بناوره
لونً لبعض أهل الخليج اتساوره

والقلطة اللي قيل باسم مْحاوره
حاظر بحاظر بالملاعب يلعبون

وأيضا لهالشعر اصطلاحاتٍ كثار
معروفةٍ عبر التداول والحوار

حتى ارتفع فيها من الألسن شعار
ترميز والنقاد منها يفهمون

مثل القفل يعني لروّاد الشعر
هو العجَز والعجْز هو ثاني شطر

أما المشدّ اسمً ويطلق للصدر
والصدْر هو أول شطر للقانيون

والقارعة تعني حروف القافية
والقاف هو البيت كامل وافيه

والطرق هو البحر يوم استافيه
ولا ترى الطاروق لحن المجذبون

والراحلة تعني قريحة وانفعال
ولا ترى الإحضار هو الارتجال

أما ترى الشوطار عند أهل الجمال
عكس التسلسل في قصيد القاصدون

والفتل هو دفن المعان وحجْبها
والنقض هو كشف المعان وجلْبها

والدوس لا كِر القوافي كتْبها
والحورني شعرً بلا وزنً ولون

وإن شاب أو إن شام يعني انتهى
ما عاد توطأ كلمةٍ بسطورها

والمهملة من لا يقفّى صدرها
وكان الهلاليين روس المكثرون

وللشعر هذا كانوا أعلامً كثار
القاضي محمد وجهْزً بن شرار

وَنمر ابن عدوان من عدّا شنار
والخالد إبراهيم متنً من متون

وراكان ابن حثلين ودباس وقطن
وشالح ابن هدلان في ذاك الزمن

وصقر النصافي والهلالي مأتمن
والوايلي أحمد وراشد مالكون

ومحمد الأحمد وأبوه أحمد قبل
وابن غيامً والشويعر ممتثل

ومرشد البذال والبصري .. عدل
ونومان والهوشان نورة محرزون

ومحمد الفوزان فحلً من قديم
والقاضي الثاني بعد هو ابراهيم

وفهد بورسلي وابن عون وبن شريم
وابن حميدٍ والذويبي ماتنون

وأبو دباسً وبْركات أهل القصيد
وابن سبيّل والدقيّس والرشيد

ومحمد العوني وزيد الحرب زيد
غير الفرج والعنقري مستقرضون

وغير البرازية وبخوت زود
ووضحى ووحشية وذا الناصر حمود

وبديوي الوقداني الفذ البدود
والغيهباني والعطاوي وادنون

ولازال فيه المبدعين من العرب
اللي لسمع أبياتهم فيها طرب

باحساس وفنونً بديعية شرب
أجيال باقيةٍ تمد الظاهرون

أحدٍ ورث شعره وأحدٍ له كسب
الشعر واحد بإختلافات الرتب

وهبة من الله والنعم في من وهب
والناس بين مأيدون وعاكسون

وكلن بشعره لا سمعنا له شعر
أحدٍ ترى شاعر ويغرف من بحر

وأحدٍ ترى شاعر وينحت من صخر
أحدٍ مليك إبداعً وأحدٍ أدون

والشعر لو غيّر جناب أهله حُقِر
في زود ولا غطرسة ولا كبر

لا بارك الله بالشعر وأهل الشعر
إن جوْ على انفسهم بهذا ظالمون

الشعر عند الناس مضنى واميه
رسالةٍ تولد وتفنى ساميه

مثل اللألأ بالبحور الطاميه
ما حاشها غير الرجال العائمون

الشعر من بين العرب يبقى ثره
شالت حكم وأمثال وأمجاد .. أسطره

تاريخ ثوّث للخلايق بأشطره
كم قصة جت بالشعر للسانحون

واليوم حنا نحتميه من البوار
ونرفع على إحياه خفّاق وشعار

لجل الشعر يبقى على هذا المسار
والناس من دونه نعم مْتفانيون

هذا عدد شعّار يا كثر العدد
على بحور الشعر كنها أضحت كالزُبد

هو من جلد ولا بعد ما هو جلد
شعّار والشعّار باسمه يهتفون

مع كثرة الشعّار بالعصر الملي
لكن ترى هو البقى للأفضلي

وللجيدين إنصاف بأيامً تلي
وفيما يلي إجحاف للمستشعرون

كم شاعرً ميّت وأشعاره تذاع
بأول بقاع استرسلت لآخر بقاع

شعره سبب ذكره مع العالم مُشاع
لو كان لا فارس ولا ردّاد كون

وكم شاعرً حيً ولا احدٍ يسمعه
مثل أربعة لا نقصوا منها اربعة

يا مرتزن شعرً يفوقه إمّعه
يبيح محصون المعالم والحصون

شعّار والشعّار ما كانوا سوى
أحدٍ دواء وأحدٍ ترى عكس الدواء

من بعد فرحً قام يضنيه الجوى
بقول المثل بقول وأنتم تفهمون

الشعر هو صعب وطويلً سلمه
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه

زلت إلى الحضيض به هو قدمه
هذي من أقوال الحطيئة للأيون

وقال أيضا فيما عرفنا مقدمه
لا يستطيع الشعر من هو يظلمه

يريد هو أن يعربه .. فيعجمه
قول الحطيئة تنفتح منه الأذون

وشاعرً يجري ولا يجرى معه
وشاعرً يركض بوسط المعمعة

وشاعرً من حقهُ أن تسمعه
وهذي من المأثور قول الآثرون

شعّار مقصد سفنهم بحر الشعر
منهم لقى في غبته أحلى مقر

ومنهم خذاه الموج للشاطيء قسر
بأقوال أهل الشعر فيما ينشرون

وَثاني أقسام الأدب هو النثر
والنثر أصلً كان كأصل الشعر

سطّر أدب يعرب بمرجان ودرر
حتى إن له أقلام من لا يهضمون

هو ما يخاطب بالعقل بأدنى كلم
في استراتيج الجمل ذات النغم

مسترسل الإنشاء مقروض الأمم
بلب الأساليب الحواريّة يكون

يمتاز مقروض النثر فيما نقل
تعدّد أصواتٍ وتقرير بجمل

وأيضا بعد تحليل مسند للعقل
وبرهانً ورسائلً ذات الشؤون

وللنثر أنواع معروفة كُثر
خواطر وأيضا مقالات وسير

وأيضا روايات وقصائد بالنثر
ورسائل وأيضا خطب للناثرون

وقصص ومنها أنواع خمسً تنعلم
رواية : وهي أكبر الخمسة حجم

وحكاية : بفن الحكاوي تلتزم
وقصة : تجسد واقع الكاتب بلون

وقصة قصيرة : عن حدث ساعة زمان
وأقصوصة : اتحاكي رسم منظر بيان

لا تخرج الأحداث عن نفس المكان
تكون بالايجاز مع سبق الفنون

وفن القصص واسع وله تسعة أمور
كانت عناصر للكتابة والشعور

تقوم فيها الروح حتى ما تبور
مكون منها مثل ما فيها مكون

أول عناصرها هي الفكرة تقام
والثاني الحبكة حسب سرد الكلام

والثالث الأحداث داخل في نظام
والرابع الموضوع أصولً لا بطون

والخامس اللي قيل هي البيئتان
ما كان به رسم الزمانُ والمكان

والسادس الأشخاص بأدوار البيان
والسابع الأسلوب في رسم العنون

والثامن اللي كان شرح الانطباع
ما جاء بالادوار من شر وصراع

والتاسع العقدة وثم الحل شاع
وتكتمل من بعدها في كل لون

كم قصةٍ تملك معاليم الشعور
تحكي مناظر من عصور إلى عصور

تترجم المكنون من صمّ الصدور
وتعزف من الرؤيا على أيّت قانون

النثر سلس أحساس مرهف ومْخصوب
له للمشاعر كل أصفاد ووجوب

يعانق الإحساس في كل الشعوب
والناس في ما قد ورد به ينتقون

للعرب فيه أقوال حيه لا تزل
بإنه الحس الأبي غير الممل

يعزف على أوتار الكلم بأيّت شكل
وبأيّت شكل هل الكلم به يعزفون

هو الكلام اللي تحلى بالخطب
من باب راعين الأدب وأصل الأدب

كقول ذاك المعتبر ابن وهب
وغيره ترى أقلام واجد قائلون

وأيضا أبو حيّان وأيضا مسكويه
عن قول ما قد قالها ابن سويه

أقوال كالنبراس في عقل النبيه
ما يجهل الأقوال غير الجاهلون

وللنثر روّاد فالعصر الحديث
فكان كلن للأدب منهم حثيث

علم الأدب منهم يغيث ويستغيث
لهم فضل ويبقون دايم فاضلون

مثل أديب اسحق وله كذا عمل
أصدر جرايد في مصر وهي مثل

وترجم قصص عن الفرنسية قبل
فكان عامر من رؤوس العامرون

والشيخ بن عبده محمد بالقمم
هو رائد النهضة ونبراس الكلم

ألّف كتب وأعمال كانت هي تنم
كفيلةٍ للي سواته مبدعون

وأيضا رفاعة صاحب العقل الثري
طالب العطّار وسط الأزهري

أنشأ وألّف للملا ما جا صري
طهطاوي وله بالأدب ريف ومكون

وثم بطرس البستاني الفذ الأديب
طوّر أدبنا كان تطويره عجيب

يبقى المعلم هو للوقت القريب
وأكثر العالم بدربه سائرون

ثم أحمد الشدياق جامع للغات
بالنثر هو جدّد وله مؤلفات

تميّز بفكره وفي بعض السمات
فكان هو مثال للمُعاصرون

وأيضا أتى للنثر من قوله أبي
ذاك المسمّى هوّ بالكواكبي

الجهبذ الفذ الأديب اليعربي
له بالنثر مبدا ومضمون وفنون

النثر أدب راقي وله نظرة وذوق
ما كان إلا ترجمة فكر وخفوق

له في نهار العلم والمبدا شروق
يحكي حدث له في مسامعنا دنون

أقولها والنقد كائن من قبل
من دون لأحدٍ للمواضيع يْحبل

هذي سُبل واللي معه يأخذ سُبل
عن الأمور الخارجية والبطون

وهذي ترى أقسام الأدب واجمالها
أردّها لأهل الكتب بأقوالها

عسى الجمال يكون مني فالها
في اجتهاد وعلم ناسً ما تهون

عن الأدب كله قرفت المعرفه
فكل معنى بيت يثبت موقفه

هادف أصله والمعاني هادفه
له مع أنظم ما نظم فيها قاْنون

يجمع لها التاريخ وأهله من سنين
مجلداتٍ تكتنز علم ويقين

وسط المكاتب قد تعين المستعين
لكن لزوم أخطاء بعض الكاتبون

كتب ومطويّات أدب نرجع لها
كنا ولا زلنا ترى نتعب لها

ووش عليها كل نفس ووش لها
من الكتب ولا من المُؤلفون

والنقد فيها ذات محور لا يغيب
عن مدح متميّز وتوجيه المعيب

وعن قول مألوفٍ وعن قولً غريب
يقرأ لها المستنصحون المعتنون

بشرط الإلمام الصحيح المستنير
اللي إذا ما كان يبني لا يضير

من بوتقة عرفٍ ومخزونه غفير
ترجع إليه أهل البحوث ويقرفون

والنقد به عند الملا دايم فروق
على حسب ذوق

© 2024 - موقع الشعر