قصيدة ملحمة العشق من ديوان :" ملحمة العشق عزفٌ على مقام التاء / رحلة الى جزيرة الواقْواقْ" - برادة البشير عبدالرحمان

إهداء الى الأستاذ الجليل و الزميل العزيز صاحب الملاحظة في المربع الارجواني.
*****************
قصيدة ملحمة العشق من ديوان :" ملحمة العشق عزفٌ على مقام التاء / رحلة الى جزيرة الواقْواقْ"
****************
في محراب الفلسفة شاعرية ... وفي محراب الشعر فلسفة ... من أجل ذلك كان فعل "النقد" أفعال ... والمقاربة أساليب ...
وتعدد فعل النقد كالمقاربات ... مشروط بمرجعية "ماسك القلم" ... فالصلاة بمحراب الشعر كفعل الصلاة في حياض الفلسفة ... ومن يصلي بهما يعمد بماء الحب ... لا لشيء إلا لأن الشعر صمفونية الوجود ... وما الفلسفة سوى عشق للحكمة التي تسبلت في قوافي الشعر ...
إن من يعشق الحكمة يزن القول - في الخطاب الشعري ... وفي نقد القول - ببيض النمل على مذهب السالكين كابن عربي ... في رسم الخطى ... في مسار السالكين قبان لا يحفظ "بيضته" إلا العارفين ... وحفظ هاتيك "البيضة" وجد لكي لا تختل الخطة لبلوغ "المعنى" ...
في تعبير الحلم - وكل قول حلم بالآتي - وفي تأويل القول ... لا نتيجة دون رعشة الحساسية الجمالية ... حيث يصبح المُعَبر ... والمؤول ... ملامسا للجرح ... فيضمد ما بين الفواصل ... ويؤانس ما بين الحروف بالعشق ... حتى لا تشكو مسخ التنافر ... فتهجر المعنى ... وتبخل بالدلالة ... بالعشق يُقَطر القارئ - الناقد ... ورد الناطق دون خلط بين "روح العطر" و "ماء التقطير" ... فتبوح القراءة ، والمقاربة بأريج كالشهد لا ينعم بقطرات العسل إلا بإشاعة دفء التعاطف ...
في رحاب محراب الفلسفة لا يقارب ناقد بيت شعر ... دون "قانون" الفارابي... فإذا تناثرت حروف الشعر من فمه تماهى لسانه مع أنامله في مداعبة أوتار "القانون" ... فتارة يضحك القارئ ، وأخرى يبكي السامع، وثالثة يغرق "الثمِل" في سبات ... الحضرة الشاعرية ...
وبين وصلة وأخرى ، ينتقل من "بيت
حديقة" إلى "آخر/أخرى" يعتصر أريج شقائق النعمان ... في جولة بين "نجوم المعاني" لا تشيع مللا في نفوس العاشقين ...
مشرط "القارئ - الناقد" ... المتذوق من جنس رقة الفلسفة و "منطق الذوق" ... قلمه موصول بمشيمة القول ... ينهل من نبع الحياة ... حبلها يفيض بالدهشة ... بصمتها تحاكي فضول الطفولة ... وجمالها يغرف من بريق عين عاشقة لا تقنع ب "الاستنطاق" وتطمع في "التوحد" مع الناطق ... هو ذا ... "الرجل - القارئ" ... هو ذا "سليل" سقراط رفيق "المُوَلدَات" عبر الزمن ... مولدات تكسوهن فساتين القداسة ...
فجرب أن تكون أول من يشنف سمعه بصرخة الحياة تطل من رحم الحقيقة ...
هاتيك الأحاسيس النابعة من جلال القول الساحر ... لا تروض قلوب العامة فقط ... بل يطال سلطانها الخاصة ... من الطغاة مثل الاسكندر المقضوني ، والذي لفته رهبة الشعر فأمر بعدم هدم منزل "بندار" إثر تدمير مدينته "كورانث" ... وسحر الشعر "البنداري" كسحر تراتيل آمون المصرية والتي عمدت الاسكندر بالركوع عند عتبة معبد آمون ب "سيوة" كي يستحم في بركة الكلام الساحر...
فشاعرية الشعراء فاعلة في النفس كفعل تراتيل المعامد ... كهمس العشاق ... كأناشيد الطفولة ... كلها تأخذ بناصية الإنسان دون قيد أو لجام ...
إلى "انتظام" ربة العشق بحياض "هاجر" التي بحنو الأمومة ، وفورة الحب فجرت ينبوع زمزم في قفر خلاء ... غير ذي زرع ... ولا نبع ...
"انتظام" المكية ... وما أدراك ما (انتظام) شاعرة العشق وعاشقة الشعر ... والتي سحرت سلطان العارفين "محيي الدين بن عربي" ... في حضرتها "ثمل عشقا" و "دار هياما" فأنساه راح العشق بانتظام ... زهد السالكين ... و "تكثيف قول أهل الرؤيا" كرؤيته لما عرف الشارح... الأكبر ...
انطلق لسان ابن عربي دون عنان ... خاطبا راغبا في "نكاح" حبيبته انتظام المكية ... حيث رفضت الميل عن "سبر الوُجْد" ... وسيرة صاحب "الوحدة" ... وكان عذر انتظام في الرفض من الزواج بابن عربي كان عذرها "آخر درس لقنته الحياة سلطان العارفين ...
تقول "انتظام" : "إن العشق يلامس الرمق الأخير... بالزواج" ...
فبرزخ الأرواح لا يساكن الأبدان ...
غادر ابن عربي "مكة" يقلب - في حدسه - من جديد حروف قوله المشهور :
"أنا من أهوى ومن أهوى أنا "
"نحن روحان حللنا بدنا"
ولعله في قمة "قاصيون" بجوار دمشق الفيحاء ... حيث فاضت روحه ... لعله أعاد صياغة قصيدته ذات المطلع السالف بقول جديد يراجع تجربة روحية تَرَنح لها وجدانه بين "مكة" و "قاصيون" ... ونيابة عنه أقول على لسانه بما همس في أذني :
 
 
أنا أهوى ومن أهوى انتظام
نحن روحان حللنا برزخا في انسجام
من رام رؤيتي يناجيها في الأحلام
والعاشق ... يرانا بفردوس السلام
 
برادة البشير
فاس في 07/08/2018
 
***************************
 
أنا ... أنت ...
مهما ...اختلفتَ !
الخلف ... نبع ...
و الاختلاف ... رحمة !
التنوع ... رحمُ ... الوفاقْ !!
 
 
************
أنا ... أنت ...
أنت ... ذاتي ...
تتلو ... كتابي ...
بروحك ... أتصفح
لنفسي ... كم أوراقْ !!
 
************
أنا ... أنت ...
تكلمْ ... أقول لك ...
من أنا !!
فالتعاطف ... يفجر ...
مكنون ... الأعماقْ !!
 
************
 
 
أنا ... أنت ...
أنت بي ... و معي ...
وصال !!
يجدد ... الأفق ...
كلانا رمح في لبانِ ...
العزلة ...
يجيد ... اختراقْ !!
 
 
************
 
 
الغيرة ... ماء العشق ...
قل ... لي ...
ماذا ترى ...؟
يتداعى ... حدسي ...
بالحقيقة !
دون مرارة سجال ...
يُبَخِّسُ... عمق الاِشراقْ!!
 
 
************
العزلة ... غربة ...
و الغربة ... ظلمة !
ظلم ... للذات ..
أنا بِكَ ... وردة متفتحة !
فاللقاح ... عبر النسيم ...
مغني...
للرفقة ... و الرفاقْ !!
 
 
************
 
خمرة العشق ...
من ذاقها ...
هجر ... الهجر ...
محا ... بإبهام الشوق ...
ألفاظ ... النًّوى ...
و مشتقات ... الفِراقْ !!
 
 
************
 
خمرة العشق ...
كخمرة الأنثى ...
كطفرة الشعر ...
سليلة ... الخيال ... مُخْصبة !!
دونها ... يُهيِّضُ اليأس ...
جناح التعالي ...
يغدو ... دمي ...
على مدبح ... الجمود ...
مراقْ !!
 
 
************
 
في حضرة ... الخمرة ...
خمرة العشق ...
يُشفقُ ... شعري ...
على خيبَة ... العقل !!
العقل ... عنين ...
لا أصافحه ...
بل أشير ... ببناني ...
برمز ... الطلاقْ !!
 
************
 
طلاق ... حدسي ...
لرتابة العقل ...
في بؤرة ... الشعر !!
طلاق ... بائن !!
دون ... حبر ...
بِلا ... يراع !!
فلا صَكٌّ ... و لا أوراقْ !!
 
************
الرمز ... رامز ...
لغة...
لا تحتاج موثقا ...
تشير ... بِمَا وراء ...
أعراف ... الاِعراب !!
دون ... لغو... أو نفاقْ !!
 
 
************
 
الرمز ... نطفة معنى !
مضغة ... تأويل ...
و التأويل ... للتحويل ...
مُصارعٌ!!
للآخر ... مُضارعٌ !!
يغازل ... حدسا ...
بَعيد ... الآفاقْ !!
 
 
************
خمرة العشق ...
كراح ... الكلمة !!
كروي شعري ...
تنهل من عطر الصَّندل !!
عطرٌ ... يسكر حدسي !!
حدسي ... له دوافع ...
في كل أفق ... و سِياقْ !!
 
 
************
 
لا تنفتح ... براعم
شجرة الصَّندل ...
في الظل ...
افتحوا ... أعينكم ...
على شمس العشق !!
العشق يطل ... على يومي ...
يومي ... بالشعر جديد ...
يمزِّق ... فِعل ... الإطباقْ !!
 
 
************
 
لا جديد ... دون خمرة ...
الشعر ...
دون ... حضرة العشق !
دون وحي الرمز ...
فخمرة شعري ...
تبني ... للأمل ...
ألف رواق ... و رواقْ !!
 
 
************
 
الشعر ... يد ثالثة ...
ليست من جنس ...
الأسنان !!
يد الشعر ... من حَدسِ
تحرك ... المشاعر ...
بالشعر ...
كمواويل ... العِراقْ !!
 
 
************
 
خمرة العشق ...
« خَصُّها » !!
فؤادٌ ...
راحهُ لا تشكو ...
بخَصِّه ... خصاصا !!
فمن داعب شعرا ...
عانقه ... التوفيق ... بحدس!
دون ... سِجِلٍّ ... دون اتّفاقْ !!
************
سياق الشعر ...
لا كسياق « شكسبير » ...
فالشاعرية ... ليست كلاما ...
في كلام ... !!
الشعر ... لوحة تنير وجهًا ...
وجهُ ... القارئ ... بقبس ...
ينبض ... من الأوراقْ !!
 
************
 
ملعب الحياة ...
مجرى ... شعر العاشق !!
لا يستحم ... مبدع
في بِرْكَةٍ ... تُزْكم الأشواقْ !!
بِرْكَةُ تهجرها ... الفراشات ...
و النَّحْلِ ... و الحسّون !!
فعاشق العطر ... كحوائي ...
لا يعانق "زهور الشرِّ" ...
في الشعر الجُمود ...
لا يُطاقْ !!
************
كلما ... تقدم بي العمر ...
أوغل ... شِعري...
في التجديد ...
لا يُلَعْلِعُ ... الأَلَقُ ...
إلا ... في حضن النفي !!
منسوب الشعر ...
يعلو ... السدود ...
لا يعرف لفظ ... الإغلاقْ !!
 
************
 
ما أسعد ...
الناطقين ... ب « لا » !!
أول ... ما تَلفظُ الطفولة ...
«لا أريد؟» ...
هذا ... و ذلك ...
أريد ما لا يوجد بموائدكم ...
خوخة الابداع ...
منهل الألق ...
له في الشعر ... رِفاقٌ ... و رفاقْ !!
 
************
فوق عتبة الصفر ...
كما تحت الصفر ...
خمرة الشعر ... لا تزيد ...
ولا تنقص ... كحرارة العين ...
ك"إبراهيم "...
كتابُ الشِّعر ...
لا يطاله ... إحراقْ !!
 
************
 
الشعر ... كمهرة ...
كبنت النعمان ...
لا تزر ... وازرة بغل ...
فالكرامة ...
لا تغازل فائدة ...
لا تدغدغ ... صداقْ !!
 
 
************
 
الشعر ... ككل جميل ...
كحوائي ...
كزمن الغروب ... ندي ...
بلوحة ... فاتنة ...
لا تحتاج ... لَمسةَ وصيفةٍ ...
سدول ليل حوائي ...
تَعافُ مِقصَّ ... حَلَّاقْ !!
 
 
************
 
 
حلمي ... في السَّبعين!
كحلم طفلتي ... وهي جَنينْ!
لا «سَقْفَ» ...
فوق حَدسي ...!
لا مستحيل ... في حضرة الشِّعر!
في حضرة الشعر... الكل طفلٌ ...
يداعب نهد الابداع ...
بالعين ... بالأذن ...
بِشَوْقٍ ... دَفينٍ !!
اشراقه ... للخَلْقِ ... اِحقاقْ !!
 
************
خمرة الشعر ...
كنسيم آذار !!
كبسمة طفلتي ...
كشجرة الصَّندل ...
كشقائق النُّعمان !
لا تأخذ الإذن ...
لتُثْمِرَ ... لتبوح بالعطر !!
تفتُّح البراعم ...
لا يحتاج ...
لأبْوَاقْ !!
 
************
برادة البشير: ......... يتبع

مناسبة القصيدة

إهداء الى الأستاذ الجليل و الزميل العزيز صاحب الملاحظة في المربع الارجواني.
© 2024 - موقع الشعر