إلى من يهمه الأمر! (موجه لغة عربية مغرور) - أحمد علي سليمان

داوِ – بالمِنديل – آثارَ اللعَمْ
وانطقِ الحق ، وإلا فاللسَمْ

خيّمَ القبحُ على ما تدّعي
بات خيراً – من تعاليكَ - البَكَم

وادرأ الجهلَ بعِلم تنتصرْ
فاز مَن – بالعلم دوماً - يعتصم

واكظِم الغيظ لتحيا سالماً
إنما الغيظ شُواظ مُحْتدِم

واطعنِ الكِبْرَ تنلْ حُب الورى
إن عُقباه انحطاط وندم

واطرح الحمق تعش مسترشداً
بِرَكُ الحمق دهاليز الهمَم

خانك التقديرُ ، فارجعْ واعتبرْ
إنما التحريفُ سيفُ المنهزم

غرّك المنصبُ ، فادحض نارَه
وعلى المغرور ترتد الحُمَم

عُقدة العمر تعالى جُعْرُها
لا تقلْ: شمسُ التصابي لم تغِم

قِمة أنت ، ولكنْ في الهُرا
ومِن التخريف روسٌ وقِمم

خففِ التقريعَ ، هذي حِدة
وسقيمُ الفهم يغتالُ القِيَم

جرّك الحقدُ إلى ساح الوغى
وعلى الحاسد كم يجني الوَغَم

ما احترمتَ الشيبَ يغزو هامة
شابتِ الهامة – هذي – في الجُرُم

تبرأ الضادُ من الغِر ارعوى
لدعاة الزيف يقتاتُ الرّمم

تخِذ الغربَ دليلا مُرشداً
وهُمُ – واللهِ – ضُلالٌ غشُم

عَلّم الشعرَ – على العود - شدا
وعلى التضليل يجترّ النغم

درّسَ الهزل يراه حِكمة
وعليلُ القلب لا يدري الحِكم

حُبه للطيش أعمى قلبه
وعلى الباغي أتتْ تترى القحَم

لغة الغمز سبَرْنا غوْرها
وعلينا - اليوم - ليست تنبهم

وسرابُ اللمز عاتٍ وقعُهُ
خاب مَن باللمز يوماً يُتهم

وعقابُ الهمز يُردي أهله
رُب همّاز تردّى في الضرم

أيها اللائكُ عِرضاً غافلاً
أخلص الدينَ ، وأحسنْ ، واستقم

وامتثلْ أمر النبي المصطفى
واستمعْ ، لا تدّعي الآن الصمم

حُرمة المسلم حقٌ فارعها
عِرضُه والمالُ - في الدنيا - ودَم

عنكَ ما أخفيتُ نصحي ساعة
وانتصاحُ المرء من أحلى الشيم

وطغى المال على ألبابكم
وضياعُ العلم تدميرٌ عَمُم

رغدُ العيش طوى أفهامكم
بينكم يشقى اللبيبُ المحترم

أحمد الله على ما خصني
بعلوم الضاد ، ذي خير النعم

لا أزكّي النفسَ ، هذي نعمة
ذِكرُها للناس مِن شُكر الحَكَم

قد خبرْتُ الشعر من أربابه
ونظمتُ الشعر فوّاح الرنم

بات سيفاً في يميني ماضياً
ينصر الحق ، ويُزري بالإزم

لم أكن أبدأ غيري بالعَدا
ولنفسي قط لمّا أنتقم

غضبة لله – شِعراً – صُغتها
ثورة كانت على كل صنم

ترفعُ الحق شِعاراً ومَدىً
إنما الإسلامُ مِنهاجٌ لقِم

تَدحضُ الشر ، تُجلي زيفه
وبها الأبياتُ أشباهُ النجُم

تقمع الباطل ، تُردي أهله
وبها الأسلوبُ مِفصاحٌ قُصَم

لم أكن بالشعر أرجو درهماً
فله عز يدانيه الشمَم

لو أردتُ المال بالشعر لمَا
أعجزتْني حِيلة فيها عَرَم

لو أردتُ الشعر في حُسن النسا
لاستمتْ – بالعطر – أزهارٌ فُغم

لو أردتُ الشعر في (ليلى) الهوى
لرأى الناسُ يواقيت السيَم

غيرَ أني لم أشأ تلويثه
ولذا ذقتُ مَراراتِ الألم

وتلظيتُ بألوان الشقا
كي أرى الشعر أشمّاً كالعلم

وتحطمتُ ليحيا في الورى
شامخ الهامة فوّاح النغم

والتمستُ النور في آفاقه
طيّبُ الشِعر مُبيدٌ للظلَم

فإذا بالشعر يُزْكِي خاطري
وهْو دربٌ فوقه تسعى القدم

وإذا شِعري حُسامٌ قاصلٌ
وشُواظ – في البلايا - مُضطرم

عفّ ، لم يركعْ لدنيا زخرفتْ
لم يكنْ بالفسق يوماً يُتهم

لم يكن يمدحُ طاغوتاً بغى
لم تسيّرْه الدعاوى والديَم

لم أبعْ شعري لأغنى مُشتر
لا يبيع الشعرَ إلا المُجترم

لم أكنْ أسرف في ألغازه
كي يقول الناس: شِعرٌ مُنبهم

بل صدقتُ الناسَ شعراً صغته
كرطيب الطيف يأتي في الحُلم

قدوتي (حسّانُ) في شعر الهُدى
شعرُه في الحق صَمصامٌ خذِم

صَفتِ الدربُ لفذٍ يقتدي
ويراها دربَه الشهمُ الفقِم

شاعرٌ (جبريلُ) أعطى شعره
قوة الإلهام حتى يقتحم

مثلما دافع عن إسلامنا
أدفعُ اليومَ شنيعاتِ التهَم

أوقفُ الزحفَ يَطالُ ديننا
وأردّ الكيدَ يُودي بالدعَم

فتنة عمّتْ ، فلو قِيل اسكتوا
ذهبتْ بالأرض من بعد النسَم

خيل أعداءٍ عتيٌ ضبحُها
وخيولُ الحق أضنتها الشكُم

وحّدَ الأعداءُ صفاً ضمّهم
وصفوفُ الخير لمّا تلتئم

جحفلٌ يطوى الدنا إن قاتلوا
ولهم – في الحرب – مَكرٌ معتلم

ضمنوا بالزيف تأييدَ الورى
ثم نالوا بالهوى دعمَ الأمم

أيها النائلُ مِنا مُغرضاً
كنتَ خصماً لي فأصبحت الحَكَم

وأنا أقسمتُ أنْ لاّ مُلتقى
بيننا ، صدّقْ كلامي والقسَم

أنت تقتاتُ بضادٍ حُرّفتْ
ثم صارت كرطانات العجَم

وتبيعُ الضاد بالمال ، كما
يفعلُ الأحبارُ – صدقاً - والنهُم

نصّبوك – اليوم – أستاذاً لها
فتمثلت الأضاليلَ الجُسُم

وابنُ منظور برئٌ عِلمُهُ
من ضلال قد تسامى في العِظم

والأعاريبُ لسانٌ معربٌ
لغة طابت لأندى مُلتهم

أيها المُنكِرُ شِعراً خطه
قلمٌ يزخرُ بالحبر الشبِم

بدمي – قبل مِدادي - صغته
وجمالُ الشِعر أن يُروى بدم

لم يكن يرحم شِعري أحدٌ
كم قلوب نزعتْ منها الرحُم

فرأيتُ الشِعرَ يسعى وحده
تارة يبكي ، وأخرى يبتسم

والدواوينُ تُعاني هِجرة
حيث غاب الوعيُ والفذ الفهِم

عدمتْ في الناس أهلاً أخلصوا
ثم لم تلق المَيامين الحُمُم

وأساطينُ القريض أجحفوا
بخلوا بالنصح يُزجيه العَشَم

نقدُهم لم يَبْن بيتاً واحداً
آفة النقد التجني والهَدَم

كشّروا عن ناب حقدٍ مُمْحِل
يسحبُ الشِعرَ إلى قعر الرجَم

هذه الأشعارُ لم يرضوا بها
حيث كانت كاليواقيت العُصُم

صغتها ، لم أستشرْ مَن أعرضوا
عن هُدى الله ، وغاصوا في العدم

لم أكن أصغي إلى أحقادهم
هؤلاء القوم في دربي قٌصَم

لكنِ (النحويّ عدنانُ) انبرى
يُشعِل القِنديلَ كي تُجلى الظلَم

خصني بالنصح ، هذا طبعُه
فاق نصحُ الفذ آفاقَ الكَرَم

قرأ الشِعر الذي أهديته
لم يضِق ذرعاً بطول أو عُجُم

بيّنَ الأخطاء فيما قلته
إنما الشعرُ شعورٌ ونظم

لم يكن يرفعُ من شأن دنا
إن (عدنان) لشهمٌ معتزم

شاعرٌ لم ينحدرْ في شِعره
فسفولُ الشعر يُفضي للسأم

ناقدٌ ، والنقدُ عِلمٌ يُشتهى
نقدُ (عدنانَ) دواءٌ للسقم

كاتبٌ في كل فن نافع
عالمٌ آراؤه ليست تُذم

لا أزكّيه على الله الذي
هو حسبُ (العدن) قيومٌ حَكَم

وكذا (النوبيّ) أعني سالماً
مَن شدا بالشعر فوّاح الرنم

كم نهلتُ النور مِن أشعاره
إنه الدر الرصينُ المنتظم

ودعاني الخل ، كم ، في بيته
وتلا من شعره ، يا كم وكم

ثم وفى بوعودٍ قالها
إنما (النوبي) من قوم كُرُم

خصّ شِعري بانتقادٍ مُنصفٍ
فبدا ما فيه من حُسن وذم

وتجاذبنا حديثاً بعدهُ
حصحصَ الحقُ وخيرُ الشِعر عم

ورجعنا للقواميس التي
عندها أمرُ التداعي ينحسم

فبدا شعري رهيفاً ضوؤهُ
ثم بالتصبير نورُ الشعر تم

ثم تأتي أيها اللاغي على
غِرةٍ تحتالُ باللفظ الوَخِم

آه من قولك هذا ، رجّني
وكلامي عنه لا ، لن ينصرم

سوف أروي للورى ما حِكته
من هُراءٍ في جحيم المُصطدم

سوف أبدي ما طمستم نوره
مِن مَعين الحق مِن خلف السخم

سوف أحكي بقريضي قصة
بدؤها خافٍ ، ويخفى المختتم

سوف أعطي ليراعي فرصة
ليعيد الحق ممن قد ظلم

ذهب الصبرُ بحِلمي ، فارتقبْ
ثورة الشعر ، يُزكّيها القلم

وعلى الله جزاءُ المفتري
مَن بغى في الأرض أو خان الذمم

© 2024 - موقع الشعر