وتُدْمَى طِفْلَتِي القَمَرُ!

لـ محمد عبد الحفيظ القصّاب، ، في الوطنيات، 24، آخر تحديث

وتُدْمَى طِفْلَتِي القَمَرُ! - محمد عبد الحفيظ القصّاب

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
اللهم افتح لنا فتحًا مُبينا
------------------------
وتُدْمَى طِفْلَتِي القَمَرُ!
------------------------
1-أَنَا الحَزِينُ فَلا قَلْبٌ ولا قَمَرُ
..
إذا اللَّيالِي شَكَتْ مِنِّي ولا سَمَرُ
 
2-إذا سَتائِرُها مِنْ دَمْعِ ساقِيَتِي
..
تَسْقِي جُفُونَ دَمِي، والنَّبْضُ يَنْهَمِرُ
 
3-قُبُورُ عِشْقِي تُنادِي تُرْبَ قافِيَتِي
..
يُكَفَّنُ المُنْتَهَى... والحِبْرُ يُحْتَضَرُ!
 
4-وِشاحُ كَوْنِي مِنَ الأكْفانِ يَنْسِجُنِي
..
هذا الظَّلامُ رَحِيمٌ... أيُّها البَشَرُ!
 
5-ما زلتُ أُبْصِرُ فِيْكُمْ قَبْرَ أُمْنِيَتِي
..
ما زالَ يَسْحَبُنِي في ظِلِّهِ الحَجَرُ!
 
6-ما زالتِ الحَدَقاتُ السُّوْدُ تَرْجُمُنِي
..
ما زلتُ في حُفْرَتِي.. لا يَنْفَعُ النَّظَرُ!
 
7-لنْ تَعْلَمُوا كيفَ جِسْمِي باتَ في خَطَرٍ؟
..
يُعاتِبُ الطَّعْنَ!.. كيفَ الطَّعْنُ يَنْتَظِرُ؟!
 
8-لنْ تَعْلَمُوا كَيْفَ قَلْبِي باتَ مُكْتَمِلاً
..
مَثْوَى الضِّباعِ فلا لَحْمٌ ولا وَبَرُ؟! ..
 
9-لنْ تَعْلَمُوا أَيَّ حَرْبٍ في مُخيِّلَتِي
..
يُهاجِمُ الحُزْنُ شِبْلَ الفِكْرِ..يَنْتَصِرُ!
 
10-لا تَسْأَلُوا حُزْنَكَم فالمَوْتُ مِنْ أَلَمِي
..
إنِّي فِداكُمْ ..سَوَادَ الحُزْنِ أَحْتَكِرُ!
 
11-لنْ تَسْمَعُوا رَجْعَ آهاتِي بلا عَدَمٍ
..
فما الفَناءُ لِغَيْرِ الحَتْفِ يَنْتَحِرُ!
 
12-إنِّي أَمُوْتُ عَنِ الإنْسانِ كُلَّ ضُحًى
..
وتَسْأَلُ الشَّمْسُ عَنْ جِنْسِي.. فَتَحْتَقِرُ!
 
13-فَأَشْتَرِي مِنْ غِيابِ النُّوْرِ مِطْرَقَتِي
..
وأَسْحَقُ الشَّمْسَ حتى يَخْتَفِي الخَطَرُ!
 
14-والغاضِبُ الشِّعْرُ لا يَرْتاحُ مُرْتَحِلاً
..
في اللَّيْلِ.. مِنْسَأَةُ العُمْلَاقِ تَفْتَخِرُ
 
15-لنْ يَهْدَأَ الطَّرْقُ في إعْصارِ دَمْدَمَتِي
..
حَتَّى يُبَدِّلَ... نُورًا ثَوْبَهُ.. المَطَرُ
 
16-لا تَسْأَلُوا عَنْ دَمارِ السَّعْدِ في لُغَتِي!
..
أَأَضْرِبُ الوَطَنَ الصَّخْرِيَّ ..يَنْفَجِرُ!؟
 
17-لَنْ تَعْلَمُوا كيفَ أجْداثِي تُكلِّمُنِي
..
تُوَشْوِشُ العَظْمَ ثَأْرًا..تُعْرَضُ الصُّوَرُ!
 
18-تَمَسَّكَتْ بِنَدَى أهْدابِ كَعْبَتِها
..
تَدْعُو بأشْواطِ نَزْفِي ..يَهْلَكُ الخَبَرُ!
 
19-اللهُ أَكْبَرُ لا حُلمٌ يُعاوِدُنا
..
إلا وجَمْرَةُ باغٍ فِيهِ تَسْتَعِرُ!
 
20-فأيُّ حُزْنٍ لِمَوْتِ الحَقِّ في بَشَرٍ؟!
..
يُجارُ دَامٍ!، وتُدْمَى طِفْلَتِي القَمَرُ؟!
 
------------------------------
(20)
محمد عبد الحفيظ القصاب
صيدا-لبنان-20-7-2021
© 2024 - موقع الشعر