أطْيافُ الحَنِين - محمد عبد الحفيظ القصّاب

أطْيافُ الحَنِين
----------------

غَرِيبُ الدَّارِ ما هَذي الليالي ؟
وقد أدْمَتْ بِبَلْواها سُؤالي

خيالٌ عابرٌ فوقَ المَنافي
على صَبْرٍ يَئِنُّ فَما تُبالي !!

فهلْ كانَ الخَيالُ لِطَيْفِ أمِّي
فَقَدْ حَمَلَ الحَنانَ وكُنْتُ سالِي

فَإنْ يَهْفُو فقدْ يَنْهارُ صَبْري
يُذَكِّرُنِي بأطْيافِ الغَوالي

فَدَيْتُكَ بالفُؤادِ فإنْ كَفاها
حَمَلْتَهُ مِنْ صَمِيمِ البَينِ غالي

أبي يَرْنُو بِعَينِ طُفُولَتِي في
رَوابِي النَّفسِ يَسْقِيها احْتمالي

يَمُدُّ مَغاربَ الأحزانِ مِنِّي
ويُشْرِقُ عِنْدَها أَمَلُ الوِصالِ

فيا دارَ الهَوى قلبي صَدِيقٌ
لِكُلِّ مُسافِرٍ يَعْدُو بِبالِي

أَلَسْتَ مَرَرْتَ في عَينِ الهَوَى أمْ
شَمَمْتَ نَسِيمَ قُرْبٍ في زَوالِ؟

مَتى يَسْجُدْ جَبِينُكَ عِنْدَ قلبي
يُعَفَّرْ في دِمائي طَيْفُ حالي

فَقُلْ للرَّاءِ دُوْنَكَ ما جَفانِي
فَهذا قَلْبُ إِنْسٍ مِنْ خَيالِ

*********************
طفلُ الحرف(15)

محمد عبد الحفيظ القصاب
(11 )

1990..الأردن
© 2024 - موقع الشعر