جاد الحنين - خالد علي الكثيري

جادَ الحنينُ وحارتِ الأحداقُ
من ذا الذي فينا هو المشتاقُ؟

أين الذين توسّدوا بقلوبنا
ناموا ، وكل النائمينَ أفاقوا

وكأنما تلك الروايةُ ءآذنت
بوداعها، فتهاوتِ الأوراقُ

إن المحبّ يُساقُ نحو حبيبِهِ
وحبيبهُ أعمىً وليس يُساقُ ؟

قد تذبلُ الأزهار في كفّ الردى
ان لم يكن ماء الودادِ يُراقُُ

وتشيخُ أوراق الربيع بشوكها
والغِرّ ظنّ بغصنها الدرّاقُ

قد تشرقُ الأقمار يوماً إن بدى
في الشمسِ من هجر الظلامِ محاقُ

لا ضير إن ناموا فهم بقلوبِنا
وقلوبُنا لجراحهم تِرياقُ

إنّ الحنينَ إذا تعاظمَ في الحشا
مُرٌّ على الجفنين حين يُذاقُ

ومن الذي تحلو عليه حياتهُ
وبصدره قلبٌ لهم توّاقُ

يا قلب هلاّ تستريحُ من العنا
ما بيننا والعالمين وِثاق

© 2024 - موقع الشعر