لمن تئوبَ ومافي الروح أحبابُ - خالد علي الكثيري

لِمَن تئوب ومافي الروحِ أحبابُ
و قلبكَ الصبّ أوّاهٌ و أوّابُ

لمن تحنّ وقد جفّت منابعهم
و أُوصِدت خلف باب الحبّ أبوابُ

لمن ستَسألُ مشتاقاً وفي ولهٍ
عن حالهم ، إنّ أهل الحال قد غابوا

قد اسقمَ الروحَ جُرحٌ لستَ تدفعه
والجارحين بحمدالله قد طابوا

واستبدلوك بأحبابٍ ، وليس بهم
شوقٌ ، ولا في حنايا القلبِ إعجابُ

وعاد ما كان غضّاً بينكم يَبساً
وأجدبت في متونِ الدمعِ أهدابُ

إنَّ الفيافي لَخُضرٌ في مراتعها
واليوم قَفرٌ ، بها ذئبٌ و حطّابُ

فكم تسامت على الذكرى مدامعنا
كأنّها الدرّ فوق الخدِّ مُنسابُ

وكم تعالت على الأنغام ضحكتنا
كأنما صاغها في اللحن زريابُ

وكم تهادى على أيك الحديث صدىً
يحكي زمانا له أهلٌ وأصحابُ

فهل تئوب أيا قلبي وأنت على
جرفٍ سحيق تهاوى فيه من ءآبوا

وهل تعود مُحبّاً يانعاً خَضِراً
وأنت من جف فيه التلّ والغابُ

وهل تُعيد زماناً فيه قصتنا
لم تَحكِها قبلُ أقلامٌ وكُتّابُ

ألا ف نِم يا غريباً ضاع مسكنه
ماعاد في القلب أحباب وأغرابُ

© 2024 - موقع الشعر