أطياف ولديّ عبد الله وعبد الرحمن! - أحمد علي سليمان

صَدّقاني إن قلتُ: ما خاب ظني
فيكما قط ، أنتما نورُ عيني

أنتما في الفؤاد ، مهما افترقنا
واسألا أطيافَ الأحاسيس عني

لم تغِيبا عن مُهجتي لحظ عين
والدعاءُ تغريدتي والتمني

كم تخيلتُ الذكريات الحَواني
بينها أحقابٌ توالت ، وبيني

والأشِقاءُ يلهجون اشتياقاً
كل مُشتاق يحتفي ، ويغني

والصحابُ كلٌ يذرّ سلاماً
والتحايا مِن كل ذوق ولون

أين (عبدُ الله) الذي غاب عنا؟
أين (عبد الرحمن)؟ هيا أجبني

قلت: كلٌ في (مصر) يدرسُ طوْعاً
واستدار للأهل ظهرُ المِجَن

لم يعد إلا ذكرياتٌ وشكوى
والتباكي على الذي ضاع مني

أيها الشبلان ، التصبرُ أولى
عاجز حقاً مَن يقول: (لو اني)

لكما سطرتُ القريضَ احتفاءً
والتحايا بالشعر من بعض دَيْني

كنتما صِدقاً في (اغترابيَ) عوْناً
في زمان ما خصّنا أي عون

كنتما الصحبَ إذ عدِمنا الندامى
تقهران مَن نالنا بالتجني

كنتما الأهلَ في اغتراب طويل
كم لقينا في العيش أظلمَ حَيْن

تابعا الاتصالَ يُطفِئ شوقاً
ويُسَرّي - عن بيتنا - كل حزن

أتحِفانا بالبُشريات الغوالي
والتهاني مِن كل جَرْس وفن

لا تقولوا: لقد نسينا وضِعنا
وسْط أهلينا بين خذل وطعن

إن تكنْ جبراً فرّقتنا الليالي
فعسى اللقيا في مُقامة (عدن)

هل على رب الناس هذا عسيرٌ؟
قلتُ: كلا ، وذاك من حُسْن ظني

والمليكُ لِمَا يشاءُ قديرٌ
والمقاديرُ رغم إنس وجن

© 2024 - موقع الشعر