حنين بقلبي (معارضة للدكتور عبد الرحمن العشماوي) - أحمد علي سليمان

طوانا اشتياقٌ وحُبٌ مَكِينُ
فليس يزورُ القلوبَ السُكونُ

رحلتَ ، وذبنا لمَرآك شَوقاً
وشوقُ المُحِبين شوقٌ مَتين

وللذكريات هياجٌ شديدٌ
يَرُجُ النفوسَ ، وليس يُبين

**************
**************

فراقك للأهل ثِقلٌ ثقيلُ
وللبين أخْذٌ عَتِيٌ وَبيلُ

وآثارك الآن كم نشتهيها
تُخففُ عنا الذي نستطيل

وفي كل ركن نرى لك طيفاً
وكم يُسعدُ النفسَ طيفٌ جميل

**************
**************

وأنت بهذا الوداد حَقيقُ
على الكل أنت الحنون الشفيقُ

وجُودُك يَبعث فينا حياة
فأنت لأهلك نعم الصديق

ونذكرُ ما قلته مِن نُصُوح
لكي لا يُعاودُ كَرْبٌ وضِيق

**************
**************

وأشعارُك الباعثات التحايا
تُحَفزنا أن نصونَ الوصايا

فنصٌ يُهَني ، ونضٌ يُعَزي
وبينهما نستطيبُ الهدايا

وللأمسيات صَدَىً لا يُبارى
وتلك عَطِية رب البرايا

**************
**************

نراك بثوب تركت مُسَجّى
يُسامرُ إبناً وبنتاً وزوجا

نراك بعطر شذاهُ تهادى
بساح الديار ، وما فات فجّا

نراك بأحلى (شِماغ) تدلى
على مِشْجَبَيهِ يُصارعُ رَهْجا

**************
**************

ونسمعُ صوتك إما أتانا
صديقٌ يُثيرُ النوى والشجونا

ويسأل عنك بكل التياع
وتُرسلُ عيناه دَمعاً هتونا

يُذكّرنا بك في كل لفظٍ
كأنك فارقت قوماً سنينا

**************
**************

تولاك ربٌ رؤوفٌ رحيمٌ
وخصّك بالجُود مَولىً كريم

وَوُفقت فيما ذهبت إليه
فتدريسُك الضادَ شيءٌ عظيم

وثبّتك الله في كل وقتٍ
وحِين تنامُ ، وحِينَ تقوم

مناسبة القصيدة

(معارضة لقصيدة الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي: حَنينٌ بقلبي!) (منذ عقدين مَضيا وأنا أرغبُ في معارضة هذه القصيدة الجميلة ذات الأبيات التسعة! ولما حان حين الرغبة تلك ، عارضتها بهذه القصيدة متخيلاً من كتب لهم الدكتور عبد الرحمن قصيدته ، وهم يبعثون له بالرد شعراً على رسالته! وكان الدكتور قد رحل عنهم إلى (كوتاباتو) جنوب الفيلبين لتدريس اللغة العربية هناك! وإن لم تبلغ قصيدتي شأوَ وجمالَ قصيدة الدكتور وهذا واضحٌ لا يحتاجُ إلى بَيان ، وطبيعي أن يكون الدكتور أشعر أهل بيته ، فيبقى لي شرفُ المحاولة! والحقيقة أنني عندما استمعتُ إليها أول مَرة استعدت الاستماعَ عشرَ مَرات!)
© 2024 - موقع الشعر