العِراقُ الجَرِيْح - محمد عبد الحفيظ القصّاب

العِراقُ الجَرِيْح
---------------------
قُمْ أيُّها الشِّعرُ مِنْ مَضْجَعِكْ
قدْ حانَ صَحْوُكَ في مَطْلَعِكْ
 
قُمْ فالسُّكوتُ خَطِيئةُ الوَرَى
والحَقُّ يَصْرخُ في مَنْبَعِكْ
 
الأبْرِياءُ على أجْداثِهم
قامُوا رَواحِلَ في مَخْدَعِكْ
 
تمدُّ أشلاءَها مَبْتُورَةً
هذا الأنينُ على مَسْمَعِكْ
 
قُمْ فالعراقُ ذبيحٌ دائمٌ
والشِّلْوُ يَقْطرُ في مَدْمَعِكْ
 
قمْ فالدّماءُ يَفُورُ ثَدْيُها
في صَدرِ تُرْبكَ مِنْ مَفْجَعِكْ
 
تَوَرَّدَ المَوْتُ، يَروِيهِ العِدَا
تَنْمُو ضَحاياهُ في مَرْتَعِكْ
 
رَمُوا فَتِيلَ الجَبانِ للرَّدَى
يَضِيعُ جانِيهِ في مَصْرَعِكْ
 
للمَجْدِ قَلْعَتُهُ عاثُوا بِها
قَتْلاً وهَدْماً على مَجْمَعِكْ
 
سارَ المَنونُ على ما سَرَّهم
فَرِّقْ تَسُدْ، مُنْتَهَى مَقْمَعِكْ
 
دَمُ العِراقِ، وشامِي أبْهَرٌ
ما زالَ يَنْزِفُ في مَقْطَعِكْ
 
للرَّافِدَينِ ظِلالٌ تَسْتَحِي
رَسْمَ الخَطايا على مَوْقِعِكْ
 
هلْ آنَ تَفْجِيرُ رَأْسِ حِقْدِهِمْ؟
أمْ طِفْلُنا مُشْتَهَى مَبْضَعِكْ!
 
والأبْرِياءُ عَناقيدُ الهَوَى
تُداسُ خَمْراً على مَطْمَعِكْ
 
شَعْبَ العِراقِ سَلاماً هامِياً
يُتْلَى على القادِمِ مِنْ مَعْمَعِكْ
 
(15)
----------------------------
21/1/2021
محمد عبد الحفيظ القصاب
صيدا-لبنان
© 2024 - موقع الشعر