المثقف وإبليس ... الجريح ... من ديوان قاف العشق عزف على مقام رموش العين - برادة البشير عبدالرحمان

إهداء
 
 
إلى كل مثقف أعْلَنَ استقالَتَهُ... ووضع مفاتيح المقاربة التحليلية النقدية في زاوية النسيان... في إحدى أركان غرفة النوم... فسرير المُسْتَقِيلِ... كصفيحة سرَابِ يومٍ يتنفس "سَمُومْ" سَقَر...ناطقة ً بلُغَةِ تجهلُ أبجدية ً أمْهَرِيَّة ً تَعِي علاقة "الغَدِ" بالجديد...
 
برادة البشير
فاس في: 18/08/2018
 
 
 
 
 
استهلال
"المُتعاون" (Coopérant)، الخبير... المستشار... العميل...
الجاسوس... المنافق... الانتهازي... السَّبِيّ... المُرَافِق...المُسَاعِد... المُرْتزق...
كم صفة؟... كم إسم؟... وكم وَصْمَة؟... اقترنت ب"أشخاص"... تطوعوا، أو أجبروا... على التعامل مع "الغريب"... مع المُحتلّ... مع المُستعمر... مع الغازي... مع المُستغل... مع "المُشَغِّل"...
لكلّ "محتلّ"... لكلّ مستعمر "مُتعاون" معه... طوعاً... أو قسراً... كان بمثابة "حِصان طروادة"... ساعد على احتلال: "بلدته"، قريته... مدينته... وطَنِه... ثقافتِه...
فَحِلْفُ "إسَاكَا" مع اليونان ب"حصان طروادة" دمّر " إيلوُشَة"... وللمغول "خَونتهم"... الذين سهلوا لهم دخول بغداد كي يحولوا... المعابد والكنائس والمساجد إسْطِبلات... و"يُنشئوا" جسوراً من الكتب... و"يُضَمِّخُوا" دجلة بلون الحِبْر...
وللفُرس متعاونين من "خبراء بابل" لبرمجة الجباية في مِصْر بعد احتلالها في القرن السادس. ق.م...
ونفس الشيء مع "سُرْيَان" الهلال الخصيب... في دواوين الأمويين... وفي الترجمة... في الطّب وتقريب ثقافة الإغريق... والفرس... وإرث ما بين النهرين...
ولم يكن "هيرودوت" -في ق.5.ق.م – بإعترافه، سوى المثقف الفينيقي الذي "جَالَ" ارجاء العالم القديم: في العراق... والشّام... وفينيقيا... ومِصْرَ القديمة... والذي قدّم زبدة خبرته إلى الإغريق بِلُغتهم... والتي ساعدت على غزو الإسكندر... بعد ذلك بزهاء قرنين... حتى أن "كَهَنَة آمون
مثقفي مِصْر الفرعونية" في معبد "سِيوة" باركوا "المُحْتل" في شخص الأسكندر... ورفعوه إلى مقام "سليل الآلهة"... الكلّ "مُتَعَاون"...
وفريديريك هيجل "الفيلسوف" - يا حَسْرَتِي- يضفي على "نابليون بونبارط"، المغامر... الفاتح، لألمانيا... بادعاء نشر مبادئ الثورة الفرنسية وتعاليم "العلمانيين"... و"نور العقل"... بين الإقطاعيين "المتخلفين" من الألمان...
هيجل "الفيلسوف" يضفي على "نابليون" صفة ميتافيزيقية"
حيث يرى فيه: "روح العالم وقد امتطت صهوة جواد..." وبنفس "المنطق" غزا "مِصْر"... وَلَوْلا "طاعون عَكَّا"... ولولا "جليد روسيا"... ولولا "معركة وَاتِرْلُو"... ولولا "جزيرة القديسة هِيلاَنَة"... لصنعوا لِ"عَنْجَهِيَّتِهِ" ضريحا يزوره مَعْتُوهِي الثقافة" كرمز "لنور العقل"....
ألم يقل ابن خلدون: إن المغلوب يقلد الغَالب في مأكله... ومشربه... ولباسه... وعاداته... ولسانه...؟؟
إذا قال القدماء إن الشعوب على دين ملوكهم... فإن "التاريخ" يؤكد... إنّ المُحْتلّ يتشرب ثقافة المستعمر... لغة وعادات... وعقيدة...
ذلك كان سِرّ وصول "الكتابة المسمارية" إلى هضبة الأناضول مع "الحيثيين"... وبلاد الفرس... وتل العمارنة... وأوغاريت...
ذلك كان سر وصول "الخط السرياني" إلى "سَنْسْكِْريتيَّه" الهند...
ذلك كان سر انتشار"الهيلينيستية" فيما بين النهرين... والهلال الخصيب... ومصر القديمة... فيما بين القرنين (3.ق.م/3 بعد الميلاد).
وبفعل ميكانيزمات "التعاون" سهل: ابن مَاجد... وماركو بولو... وأمريكوس... ومحمد علي باشا... وخير الدين باشا... وبَارْبَارُوسْ... والكونت جوليان بسبته... وابن سبعين في صقلية... وليون الأفريقي لدى البابا... و"طُوطَة" ملكة نافار... مع الخليفة الأموي بالأندلس...
الكلّ... حسب موقعه... وزمانه... "فتح" آفاقاً جديدة... للمحتلّ "المُقبِل"...
ومن "مكر التاريخ" - الذي لا أومن به لأن الأمر متصل بمكر "السياسة" كم "غاز" أمسى "مُحتلاًّ"، فروما "المُنتصرة" أمست مهزومة ثقافيا... و"البطالسة" – طيلة 3 قرون – تشبعوا بثقافة وحضارة الفراعنة في كل شيء... والمغول "الهَمج"، في الهند أصبحوا من أرَقّ، وأرقى الأمم حتى أنهم "نحتوا" تحفاً من مَرْمَر مثل "تاج محل" بدافِعِ "العِشق"...
إنها "دوامة" التاريخ... طاحونة... بِمَدٍّ... وجزر... رَكَبَتْ "أوهام" التحرير تارة... ونشر الحضارة بين المتخلفين تارة... والتبشير بين الكفرة... تارة أخرى...
وباستمرار، اعتبر "المنتصر" الآخر... مُجَرَّد "بربري" ومتخلف، وبدائي...
بذلك "لهَجت" ألسنة الطغاة... عَبْر التاريخ... في الحروب... كما في "الثقافة"... من أرسطو طاليس، إلى بِتْرارْك... إلى ديتوكوفيل... إلى دُورْكايم، فبرنار ليفي... ودعاة نهاية التاريخ... وموت الإنسان... ومؤدلجي النّزوع الإنساني... مع البنيويين، و"الشكلانيين"... وفُرْسان "ما بعد الحداثة"... تلك علامات على الطريق في رسم منعطفات بحثي هذا خلال طيات هذا الكتاب... لكشف مقولة: "إن التاريخ لا يكتبه سوى المنتصرون... سوى من يمسكون بسيفٍ... يُمْلِي على قَلَمٍ...".
برادة البشير
فاس في: 18/08/2018
 
ملحوظة : من مقدمة كتابي "المتعاون"
 
********************
 
المثقف وإبليس ... الجريح
 
********************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
أضحكُ ... وأضحك ...
ملء ... فمي…
ومن " بَابِه " ... التحتي ...
ضحك ... يُلَوِّن …
ألمي ...
وعذابي ...
******
فما أبشعه ... من ضحك
إيقاعه…
يستعير من الشخير…
عتابي ...
******
فأي لحن ... أفظع. !؟
من لحن ... منشار…
أُجْبِر…
على جرح ... الحديد…
في الذهاب ... والإيابِ ...!
******
 
 
 
لكل ... مكياله ...
واختلاط ... الضحك…
بالبكاء ...
مؤشر ... حالَ
أعصابِي ...!
******
أعصابي ... أعصاب…
كل ... عربي ...
من فرط ... بلادة …
نخبته ...
أمسى ... كل مواطن…
عُصابِي ...!
******
يلعن " إبليس " الجريح
حظه ...
من أزل…
دون اعتبار ... أو جوابِ ...!
******
ليعلم القوم …
ممن ضم ... بيت العُرْبِ
أن ... كل " مثقف " …
أثْمله ... شرابِي ...!
******
 
وألطف ... حكماء العرب
يتبرك…
بمقاسي…
وينعم بدفء…" جلبابِي" ...!
******
ألست ... ؟
إبليس الجريح
أولى ... في ساحاتكم
بالذكر ... حد الإطنابِ ... !
******
و تكريمي…
عرفانا ...
بإعلاء ... أقواس ... لي
وأنصابِ …!
******
فمتى ... تُقِرُّ أمة …
العَرب ... ؟
بجرحي…
يدميه " وَعْيٌ " ...
يدعي ... غيابِي ... !
******
 
 
قدري…
مسطور ... بكتابي ...
بأن الفتنة أداتي
والغواية…
أرق ... أسبابي ... !
******
ألا ... إن للعُرْب…
" دهاة " ...
يعلمون يقينا…
أن ... إبليسهم…
" أنبل " ... نَصَّابِ ...
******
وما ... خُطَبُ
الحماسة ... سوى
فُتاتي… و أعقابي…
والكل ... ارتوى…
من ... نبعي…
و قِرابِي ... !
******
 
 
 
 
 
حكيمكم ... كنقابي ...
كدموع…" كُتَّاب " ...
لا ... يرضى ..
بأُولى ... أعتابِي ... !
******
دُوار ... إبليسكمُ…
غرور…
لا… يصرع بالحضيض…
والأعمى لا يصاب
إلا في الأعلى…
بضبابِي ...
******
إنماء الشر …
عقيدتي ...
ومَن ... اهتدى
نال سخطي…
وطاله ... انقلابِي ...
******
 
 
 
 
 
 
وبوادي ... الألم…
الخيانة ... شعاري…
والغدر ... معياري
ومصابِي ... !
******
مُدامي ... عذابي
وعذابي ... في لعنتي
ولذة سقاية…
النفاق ... بينكم…
تلطف ... عذابِي ... !
******
و ما " حكماؤكم " ... سوى
نزوة ... لي…
تدغدغ ... نوابي…
و تسحر ... طُلابِي ... !
******
 
 
 
 
 
 
رؤوسكم ... تردد
صدى ... قباني
وما " أمير " ... ماكْيافِلِّي
و " تِنِّينُ " ... هُوبَزْ
سوى ... تراتيل
تُتلى ... بمحرابِي ... !
******
وما أَدْلَجَةُ ... أقوالكم ...
سوى ...
لعنتي ... و جزاء نكراني
وعتابِي ... !
******
وبريق ... المنفعة…
ليس إلا نبض ... برق
حقدي…
و شرارة ... اكتآبِي ... !
******
 
 
 
 
 
 
والنأي بالنفس …
مثل كؤوس ... الحياد…
غلالة ... شرابي…
يدمنها ... نواب ... لي
وأحبابِي ... !
******
و " مَجَاهِرُ " النخبة…
في " رؤاها ... !
تستنير ... بلغوي…
وحشوي ... !
و سرابِي ... !
******
إبليس الجريح…
له ... بين العُرب
في كل ... ركن …
في كل ... صالون ...
عراب…
وألف ... عرابِ ... !
******
 
 
 
 
ومن كثرة ... الرواد
يشكو ... إبليسكم
جحيم ... عزلة ...
وغربة ... استلابِ ... !
******
كم ... يسعد
إبليس ... بسجالكم
صباحا ... كمساء…
وحضوري ... بُدُّكُمُ
كي ... يسيل ... بينكم
لعابِي ... !
******
ينعم إبليس ...
بين ... العُرب.
بخطاب ... القرف ...
خطاب ... يتقن النصب…
وقلب ... الثيابِ ...!
******
 
 
 
إبليس ... أنا جريح
لطول ... نضال ...
من عهد البسوس…والغبراء
من ... زمن جرير…
والفرزدق…
عبر ... عصور…
وأحقابِ ... !
******
يحالفني ... حكماء العُرب
من ... أزل ... !
بمكر ... رمادي
ولي ... بينكم…
عبر ... الزمان
متاهة ... بألعاب
" شفافة " دون ثيابِ ... !
******
قومي ... قوم إبليس
يوزعون ... البراءة
بمنطق ... تاجر…
منطق ... أمضى…
من ... حد الأنيابِ ... !
******
 
 
 
يستوطن إبليس
عقول ... العرب…
لا يبارحها ... !
خوف ... غربة
واغترابِ…
******
لا ترهق ... نفسك
" أَخَ...العَرَبِ " ... بحثا
فعنوان إبليس ... عند العَرب
معلوم…
دون ... اسطرلابِ ...!
******
فبيت إبليس…
بقلب ... العرب
تماهى ...
بلا قفل…
أو حجابِ ... !
******
 
 
 
 
 
 
فقد أنصفني ... العرب
بجبال " قنديل "
من عهد " بَازُّو " ...
فأقاموا ... لي …
بسواعد " اليزيدي "
هيكلا ...
دون ... نفاق
الأحزابِ …
******
الهَمُّ ... بكاؤه
يشقيني…
ويحرق ... أهذابي
وتناسل ... الهموم…
بالضحك…
يفقدني ... صوابِي ... !
******
 
 
 
 
 
 
أنسيتم..؟
ما فعلت ... بابل
بآشور…
وما صنعت…
آشور ... ببابل
فعل " رفع " ... أهل
زاغروس…
أعلى…
من ... السحابِ ... !
******
أنسيتم...؟
ما فعل ... ملوك الطوائف
بالأندلس ...!
ولولا ... تاشفين …
والمنصور…
لضاعت…
قبل ... إضافة …" وتر "
لعود ... زريابِ…
******
 
 
 
فهل ... يفيد دمع …
" الصغير " ...؟
بتلة…" الزفرة " ...
تضميد ... جراح... أدماها…
إبليس…
دون عد ... أو حسابِ ... !
******
ما أسهل ... شعر …
البكاء ... بطبعكمُ…
فغبي ... ك"الرَّنْدِي " ...
يملك ... دموع ... تمساح
وعواء ... ذِآبِ ... !
******
كفرت…
بخطاب ... مثقفينا…
خطاب ... يُسَوِّدُ بياضا
ويُبَيِّض سوادا…
كذاب…
سليل ... كذابِ ... !
******
 
 
 
الكذب ... في سلالة
" اللوغوس " ...
عريق…
كتأليه ... سدنة " سيوة " …
ابن الأعور…
تقية …
فمصير " صور "
أراده " الإسكندر الأصغر"
مصير ... كلابِ ...!
******
كذا ... غنى ... زبانية
" دِيدْرُو" ... ودَالاَمْبِيرْ…
بثلاثية " اسْبَارْتِيلْ" …
ويغزو ... صنيعتهم…
النيل ... وعكا…
حالما ... برتشارد…
وإيزابيلا…
لتجديد ... دماء
الأنسابِ ... !
******
 
 
ألم ... يدع " نابوليون" ...
إسلام " حرباء " ...؟
لولا " قِرْشُ المَانْشْ " ...
لولا طاعون " عكا " …
وجليد " آل رُومَانُوفْ " …
لحل …" الربيع " مبكرا
عازفا…
نشيد الخرابِ ... !
******
على رسلك ... يا " باريس "
لا منافس …" للتحرر " ...
أليس " دوغول ... المتنور" ...؟
من أهدى…" ديمونة" …
نكاية …
بمن ناصر التحرر ...
حرام علينا ... حلال عليهم…
ولو ... بسواعد " المتخلفين" ...
كم…!؟
صدورهم ... رحراحة …
واسعة ... الرحابِ ...!
******
 
 
 
درسهم ... في الحرية …
بينكم…
بالفوضى ... واجب الوجود…
وبينهم…" شغب ... وخيانة " ...
فالحرية ... لا تلذ ...
للمستعمر ... دون طعم
الإرهابِ ... !
******
لو أنجبتم…
أمثال " كابوتشي" الحلبي ...
ما ضاع ... شبر…ضيعة…
بقيت ... دون حارس
أو بوابِ ... !
******
شكي ... في أصدقكم…
يطيل صمتي…
ويمدد ... إضرابي…
واكتآبِي ... !
******

مناسبة القصيدة

هدية الى بعض المثقفين بمناسبة رأس السنة
© 2024 - موقع الشعر