الهَجْرُ الغاضِب

لـ محمد عبد الحفيظ القصّاب، ، في العتب والفراق، 11، آخر تحديث

الهَجْرُ الغاضِب - محمد عبد الحفيظ القصّاب

الهَجْرُ الغاضِب
****************

هَجَرَتْ فُؤادَكَ يا وَحِيدْ
رَحَلَتْ بِما رَحَلَ النَّشِيدْ

تَرَكَتْ لِرُوْحِكَ حَتْفَها
والشِّعْرُ يَهْذِي ما يُرِيدْ

تَرَكَتْ بِصَمْتِ اللّيلِ آهْ
ما زالَ يَنْزِفُها الشَّهِيدْ

مَنْ أنتِ؟! قاتِلَتِي، وَمَنْ
بِجِوارِها وَقَفَتْ ثَمُودْ!

هَلْ قُلْتُ: حُبُّكِ آخِذِي؟!
هَلْ قُلْتُ: إنَّكِ والخُلُودْ؟!

لا تَظْلِمِي قَدَرًا إذا
كانَ القَضاءُ بِنا وَدُودْ

هذا أنا وَطَنِي دَمِي
والعِشْقُ يَعْرِفُهُ الوَرِيدْ

الشَّاعِرُ الحَتْفِيُّ بِي
هُوَ قاتِلٌ وبِلا حُدُودْ

هُوَ إِنْ عَلِمْتِ ولَمْ تَكُو (م)
نِي عِنْدَهُ غَيْرَ القيودْ

هَوَ للحَبِيْبَةِ ناسِكٌ
مِحْرابُهُ شَفَةٌ وَجِيدْ

ومَراكِبُ الحُبِّ التي
سَقَطَتْ بِلَهْوِكِ لَنْ تَعودْ

عَيناكِ مِنْ سَخَطٍ عَلَيْ
عَينايَ مِنْ حُبٍّ تَجُودْ

لا تَظْلِمِي غَضَبِي فَثَو (م)
رَةُ عاشقٍ رَفضَ الوُجُودْ

يا ذاتَ دِلٍّ تَجْرُئِي(م)
نَ على فَتَى المَوْتِ الشَّرِيدْ !

تَرَكَ المَمالِكَ ما بَنا (م)
ها مِنْ نِفاياتِ الجُدُودْ

قَطَعَ النَّزِيفَ على تَوا (م)
بيتِ الفَناءِ عِنِ اللُّحُودْ

قَشَطَ السَّماءَ غُيومَها
لا ظُلْمَةٌ تغشى الرُّعُودْ

والشَّمْسُ يَزْرَعُها على
جَفْنَيكِ كَي تَرْضَى الخُدُودْ

تَسْتَوْثِقِينَ خُطاكِ في
طُرُقاتِهِ أيْنَ المَحِيدْ؟

تَسْتَعْبِدِينُ غَمامَهُ
وتُخاطِفِينَ بِكُلِّ عِيدْ

إلاَّ أنا يا قاتِلَهْ!
إلاَّ فُؤادِي في الوَعِيدْ!

********************************
محمد عبد الحفيظ القصاب

حمص – 94
© 2024 - موقع الشعر