( يا لَيْلَ الهَجْرِ ) - صفاء البدري

" يا ليل الهجر " تناشدُه
" دعْ من تُبْكي و تباعدُه "
 
و تقول بأنّي مشتاقٌ
" و كأنّ الشوق يُغمّدُه "
 
و تقول " كفى يا من مُنعتْ
عيناه النومَ تُزاهدُه "
 
و هي المنّاعُ و قد علمت
فعجيبٌ كيف تناشدُه
 
و لنا في الدهر مراراتٌ
هل من دمع نتزوّدُه
 
رقَد العشاقُ بلا املٍ
المٌ في الصدر يجلّدُه
 
يا منْ جحدَتْ ما انْ علمت
أنْ لفؤادي من يكبدُه
 
و مضتْ كالريحِ كما اقتربت
و القلبُ سباه تَنكُّدُهُ
 
لله شكوتُ بها شَرَكاً
يصطادُ القلبَ فيُفسدُه
 
اغواني اللحظُ فقيّدني
بوثاقٍ عزّ تَقيّدُهُ
 
و جفاني البَيْنُ بها ارقاً
و توارَتْ عنّي اغيدُهُ
 
سقطت احلامي و انكسرت
كالبحر تناثر عَسْجَدُهُ
 
و قصيدتي لحنٌ ما فتئت
اوزانُ الشعر تغرّدُهُ
 
سُعِد العشاق بقافيتي
املاً في القربِ تردّدُه
 
في عشقي صفات لا تبرى
و سماتُ العزّ تُقلّدُهُ
 
من مثلي يحبُ اللهَ كما
في الحب تُثارُ قصائدُهُ
 
لا ينسى الله و لا يفنى
يرتاعُ القلبَ تفرّدُهُ
 
و سألت الله بلا مللٍ
املاً في الله اناشدُهُ
 
ان لا يبقي في القلب لذا
- من يؤذي القلب - فيسعدُهُ
 
ببقايا الليل يؤرقني
هجَسٌ في الامس اعاندُهُ
 
يا ليلَ الهجرِ كفاك بنا
سُهّاداً فيك متى غدُه
© 2024 - موقع الشعر