( بِلا جَدوى )

لـ صفاء البدري، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

( بِلا جَدوى ) - صفاء البدري

تعوّدنا بهذا الليل سُهّاداً ( بِلا جدوى )
و لا ندري تُسهِّدُنا أمانينا ام الشكوى ؟
 
فما زالتْ تمدُّ لنا يدُ الطيفِ لظى الأبدِ
تُمزّقني الى نصفينِ ، يخشى روعَها كمدي
أنا جسدٌ بلا روحٍ ،، أنا روحٌ بلا جسدِ
أنا من كلِّ مُمتزَقٍ ،، أنا لن تعرفوا عددي
أنا مني ظلامُ الليل ممدودٌ الى الأمدِ
 
إذْ انفجرتْ بصدري الروحُ ،، و احترقت إذْ احترقا
و صاروا مَن أُحبُهمُ ،، نجوماً تملأ الأُفُقَا
أنا لا تعرفُ الاضلاعُ في صدري سوى الطلَقَا
فيُولَدُ من فؤادِ الليلِ بدرٌ كُلّمَا عَشِقا
أنا هذا الأثيرُ و قد شَرِبْتُ الغيثَ لو غدقا
أنا أرتاعُ هذا الكونَ ،، منّي الرعدُ لو نَطَقا
أنا برقٌ تمخَّضَهُ سحابُ الروحِ فأنبَثَقا
أنا لا اعرفُ الشَبَقا ،، أنا ضِدّان ما إتَفقا
أنا نفسي و لستُ أنا ،، أنا طيفٌ هنا عَلِقا
 
و ما زالت ليالينا تطوفُ بنا و تَسبِيْنا
و تأخذُنا الى زمنٍ ، تعودُ بنا لماضيْنا
و تُرجعُنا لحاضرِنا ، بذكرى من أمانيْنا
فتتركُ في الفؤادِ صبا ، و دمعاً في مآقيْنَا
فلم يُجْدِ تصَوّفُنا و لم ينفعْ تَدَاويْنا
 
فما زالَ النوى ذنباً ،، و ما زال الهوى لَأْوَا
و ما زالَ شهيدُ البُعدِ جثماناً بلا مثوى
و ما زلنا بهذا الليلِ سُهّاداً ( بِلا جدوى )
 
#صفاء_البدري
١٥/٤/٢٠١٧
© 2024 - موقع الشعر