( مِنْ جمالِ بَغْدَاد )

لـ صفاء البدري، ، في الغزل والوصف، آخر تحديث

( مِنْ جمالِ بَغْدَاد ) - صفاء البدري

يا موطن العُشّاقِ ، تيْهاً في شَذاها
قد ادمَنَ القلبُ انتشاءاً من ثَراها
 
بغدادُ اجملُ ما رأته نواظِري
و الصدرُ اطيبُ ما تَنفّسَ ، من هَواها
 
أُمُّ الفؤادِ و إنّني لستُ سِوى
-من فرط ِما عَشِقَ الفؤادُ بها - فَتاها
 
الكونُ من سِحرِ الفراتِ لَمُدْنَفٌ
و لدجلةٍ كونٌ بشاطئِها تَناهَى
 
فالفجرُ يأملُ لو اضَاءَ تملُّقاً
أن بعد طولِ الليلِ يُؤنسُه لِقاها
 
و الليلُ يأملُ أنْ يَراها في الضِيا
فعسَى ببارقةٍ تُعيرُه مِن سَنَاها
 
و الصخرةُ الصمّاءُ خاطَبها العَنا
و التربةُ الخَرْساءُ انْطَقها هَواها
 
و الفَيْدُ حزناً قد اصابَ مرارةً
سَقَمَاً فلمْ يَرْويهِ في رَشَفٍ نَدَاها
 
الغِيْدُ و البِيْضُ الوضاحُ الغَيْلمُ
و العانقُ الهيفاءُ يُتلَفُ من رآها
 
قد صِرنَ من حسدٍ و غيظٍ عندها
قَتلى و صارَ رفاتُهُنَّ بها ثَرَاها
© 2024 - موقع الشعر