تحملني كلمات قصيدة - محفوظ فرج

أحلم أن تحملني كلمات قصيدة
—————————————
 
أحلمُ أنْ تحملَني
كلماتُ قصيدة
نحو الحانيةِ الغاليةِ نوّارة
سِرّاً
مثلَ قصائدِها
حين توافيني صورُها
أتَنَفَّسُ فيها عَبقاً
من طيّاتِ جدائلِها
تلمسُ روحي باطنَ كفَّيها
كي تتباركَ
في عفَّتِها وتعودَ
مثلَ عباراتي حينَ أراني أقرأ
فيها صورةَ عينيها الساحرتين
يطَوِّقُني بين الأحرفِ حَوَرٌ يلقيني
في أعماقِ سوادِهما
أقولُ لها : ماذا لو كنّا مثلَ مشاعرِنا
مُتَّحدين
ونكونُ مثالاً لقصيدةِ عشقٍ تَتسلَّقُ
أحرفُها صفوَ سماءِ الحبِّ
قلتُ لها : أتذَكَّرُ يوم لجأنا
تحت شجيرةِ زيتونٍ
عند نثيثِ الغيثِ بشحات
هناكَ تشبَّثْنا في قوسِ قزحٍ
لم نسألْ عن وجهتِهِ
ومتى سوفَ يحطُّ رحاله
كان غنانا
يعلو
مثلَ نزوعِ الزابِ الأسفلِ
في (باي حَسَنٍ )نحو الوادي
يطويهِ الجبلُ ويكسرُ جريانَه
فيصيحُ بأعلى صوتِه :
أهوى دجلةَ كلي شوقٌ للقائِه
أقولِ لها : أجملُ ما في الحبِّ
معانيهِ
أهواكِ كما أنتِ عليه
ابتعدي شرقاً أو غرباً
ما دمنا نتبادلُ نخبَ الشجنِ الدائرِ
في أوردةِ الكلمات
كلانا يعرفُ أين يطيبُ له
أن يلقى محبوبَه
الشهباءُ مكانٌ يتوارثُه
العشاقُ المنسيّون المجبولونَ
على حبٍّ لا مرئي
هيَ موطنُ أحلامي
 
د. محفوظ فرج
© 2024 - موقع الشعر