حَصَادُ الثُّرَيَّا - محمد عبد الحفيظ القصّاب

حَصَادُ الثُّرَيَّا
----------------------

1-ألا عِتْقٌ نَقِيُّ الفِكْرِ يُسْدِي
إلَينا طارِقًا يُغْوِي ويَهدِي

2-تَراوِيحُ السُّرَى شُرُفاتُ وَحْيٍ
على صَفَحاتِهِ تِيْجانُ مَجْدِي

3-تُطِلُّ عَرائِسُ النَفَحاتِ مَوْجاً
لَطِيمَ السَّعْيِ مِنْ جَزرٍ ومَدِّ

4-وتَهرُبُ مِنْ مَجازِ الوَصْفِ هَجْراً
سُطُورُ النَأْيِ مِنْ بَرْقٍ و رَعْدِ

5-وتَنْهَشُ في نُخاعِ الكَونِ شِعْراً
رُؤايَ الذِّئْبُ مِنْ نارٍ وَبَرْدِ

6-فأُمْسِكُ بالقلائدِ حَوْلَ جِيدٍ
منَ الأجرامِ, يا لَهَفِي استَمِدِّي

7-مِنَ الظُلُماتِ عنقودَ السَّجايا
يُطَوِّقُ كَوكَباً مِنْ فَرْطِ عِقْدِي

8-بلغْتَ ولمْ تقارِعْ حَدَّ حَدّي
أنا القصّابُ فاحْذَرْ شُهْبَ رَدّي

9-وَهَذا وافِرِي والنَّظمُ فَنٌّ
تَمادَى في التَّفاخُرِ والتَّصَدِّي

10-أقولُ لِجاهِلِ الأوْصافِ مَهْلاً
سَلاماً , والسَّلامُ رِباطُ عَهدِي

11-أنا القصّابُ قَرْعِي فِيكَ قَدْحٌ
وحَقِّ اللهِ يُعْجِزُكَ التَّحَدّي

12- تَراتِيلُ المَنايا طَوعُ أَمْرِي
تَوابِيتُ الرَّدَى لا بُدَّ تُجدِي

13-وثقْبٌ أَسْوَدُ الهمزاتِ سِحْراً
وطَيْفٌ أَبْيَضُ اللمزاتِ قَصدِي

14-فلا نارٌ تَقِيكَ جَحِيمَ صَهْري
تَذُوبُ كَما اليَبَاسِ الصُفْرِ عِندِي

15- ولا نورٌ فشمْعَتُكَ استَجارَتْ
مِنَ الوَمَضَاتِ في رَجْمٍ بِأَدِّ

16-فَحَاذِرْ أيَّ نُطْقٍ في جَنَابي
فلنْ تَرقَى إلى ما دونَ نِدِّي

17-أنا السِّكّينُ في نَحْرِ القَوافِي
وقبْرُ العَذْلِ في مِحْرابِ وَجدِي

18-وَلَمْ أَرْحَمْ صَغيرَ المَوتِ قَتْلاً
فَيا طِفْلَ الحَياةِ إِلَيكَ وِرْدِي

19-أنا عِزْريْلُكَ المَنْسوخُ قَدْراً
وناسِخُ مَوتِكَ المَرْجومُ وَعدِي

20-أنا وَحْدي أَيا مَوْهومُ صَبْراً
سَأَحْمِلُ طافِياتِ الرّوحِ وَحدِي

21-فبَعْدي لنْ تَنالَ كَلِيمَ حَرْفٍ
وَلَنْ يُتلَى البَيانُ المُرُّ بَعدِي

22-مَسَكْتُ الحَرْفَ يَغْتالُ المَرايا
تَطاوَلْ في القِطافِ المُسْتَبِدِّ !

23-وَحَصَّادُ الثُرَيَّا مِنْ مِدادِي
قَطَفْتُ الوَهْجَ ,فاخْتَبَأَتْ بِزَنْدِي

--------------------------
محمد عبد الحفيظ القصَّاب

لبنان - صيدا 1/12/2020
© 2024 - موقع الشعر