معا سويا

لـ محمد زيدان شاكر، ، في غير مصنف، 9

معا سويا - محمد زيدان شاكر

ألم تَشعرْ بأنَّك لست شيّا
ألم تجلِسْ وحيدا أو خليّا

ألم تنظرْ إلى الملكوتِ حينا
ألم تسألْ لماذا صِرتُ حيّا

لقد مرَّ الزمانُ ولستُ إلّا
سرابا في الزمان بدا جليّا

فلا الأيامُ تعرفني قديما
وتطوينيْ الليالي الآن طيّا

فهل جئنا إلى الدنيا هباءً
أمِنْ معنى ستقرأُ مُقلَتيّا

وهل جِئنا لنظمئَ أم لنُروى
وإنْ نُسقى تُرى ماء نقيّا

حيارى في الحياة نُرى حيارى
وإنْ مِتنا أنَكْتَشِفُ الخَفيّا!

بلى في غربَةِ الإحساسِ تَبقى
تَرى أفُقًا كئيبا أو رديّا

فألقِ الريبَ إنَّ الريبَ حُزنٌ
وأمسكْ بي نَسيرُ معا سويّا

ألم تشعرْ بأنّك بعض ريحٍ
وتطوي الأرض والأفلاك طيّا

ألم تُغلِقْ بهذا الكونِ عَيْنا
لتُبصرَ حينها كونا عليّا

ألم يهتزَّ مِنْ كَفَّيكَ جِزعٌ
ألم يُسقِطْ لك الرُّطَبَ الشهيّا

ألم تَحلُمْ بسيرك فوق نجم
ألم تُمسكْ بقبضتكَ الثريّا

بلى في نشوةِ الإحساسِ تبدو
كأنّك قد غدوتَ ملائكيّا

فألقِ الحُزنَ إنَّ الحُزنَ سِجنٌ
وأمسكْ بي نطير معا سويّا

ألم تشعرْ بأنك مثلُ شمسٍ
وقد نَثرتْ شُعاعا لؤلؤيّا

ألم تحلمْ بأنك بعضُ غيمٍ
ومن مطرٍ مواتا صار حيّا

ألم تبحرْ ببحرِ الحبِّ يوما
ألم ترجعْ بقافلةٍ غنيّا

ألم تنثرْ بدُرِّكَ يا صديقي
ومِنْ كَرَمٍ غَدَوتَ الحاتميا

بلى في رقَّةِ الإحساسِ تبدو
كأنّك قد غدوتَ لنا نبيّا

فألقِ اليأسَ إنَّ اليأسَ موتٌ
وأمسِكْ بيْ نُحبُّ معا سويّا

© 2024 - موقع الشعر