وتحسب أنني فيها شغوف - محمد زيدان شاكر

وتَحْسَبُ أنَّنَي فيها شَغوفْ
وحَوْلَ جمالها عيني تطوفْ

وتحسبُ أنّني فيها أسيرٌ
وعند حدودها دومًا وَقوفْ

وأنّي كلَّما مَرَّتْ بِقُرْبي
أُلَمْلِمُ عِطرها حتى الخَلوفْ

وتحتَ سَمائها تَمضي اللياليْ
وفوق بحارها تجري الصُّروفْ

وتحسبُ أنّني لولا رضاها
على أصنامها دومًا عَكوفْ

قرابينا أُقَدِّمُ منْ دموعي
ومِنْ شوقٍ تُذابُ بهِ السُّيوفْ

وأنّي كلَّما رَمَقَتْ عيوني
تَدلّى القلبُ إذ حانَ القطوفْ

وتحسبُ أنّني فيها قتيلٌ
فصارتْ من دميْ تُسقى الحُتوفْ

وتَمشي كالَّلعوبِ أمامَ عيني
تُلاعبُ شعرها لعِبًا عَطوفْ

فأحسَبُ راحتيها مِنْ نسيمٍ
وسُنْبُلُ شَعرِها فيها شَغوفْ

وترقصُ كالفراشِ كأنَّ زهرًا
تُواعدهُ تَجَمَّعَ بالألوفْ

وزَيَّنَ كُلَّ أرضٍ في لقاها
ترى زَهْرًا كجيشٍ مِنْ صُفوفْ

وتحسبُ أنّني لولا هَواها
خَرابَ الروِح مُنهارَ السُقوفْ

وتُخبِرُ كلَّ مَنْ عَرَفَتْ بأنّي
رَهينُ الحبِّ في قفصِ الطُّيوفْ

وتحسبُ كل حُسبانٍ لَديها
سوى أنّي امْرؤٌ عنها أَنوفْ

© 2024 - موقع الشعر