ترانا نعود

لـ محمد زيدان شاكر، ، في غير مصنف، 10، آخر تحديث

ترانا نعود - محمد زيدان شاكر

تُرانا نَعودُ لعرشِ الذُّرى
سئمنا القبورَ وذُلَّ الثَّرى

تُرانا أُباةً كأجدادنا
نهزُّ الشموسَ مع الأقْمُرا

وما الرعدُ إلا هزيمٌ لنا
إذا ما زحفنا نُهيب الورى

عدوا غَزونا فيا ويلهُ
سَيلقى هوانًا وقَهرًا يَرى

فها قد أتَينا جحيمًا لهُ
وما ظنَّ نَأتي ولا قَدَّرا

تُرانا نَعودُ كعهدٍ مضى
فيا ليتَ عهدا مضى أُحضِرا

كأنّي عَلوتُ على صافنٍ
يَشُقُّ الصفوفَ كسيلٍ جَرى

رماحًا أراني تَجزُّ العِدى
سيوفًا أراني أُرى خِنْجَرا

أراني نَجيعا بأرضِ الوغى
كأنّي لبدرٍ أَرى مُبصِرا

إذا ما رأيتَ تَرى صُحبةً
تَرى العزَّ فيهم بَدا مُبدرا

إذا ما عليًّا تَرى واقفًا
فأيَّ الرجالِ لهُ قد بَرى

وربِّ الوغى كلُّهمْ قد دَرى
بأنَّ المنايا لمَنْ فَكَّرا

فذاكَ الذي لا يهابُ الرَّدى
وكم دكَّ حِصنًا وكَمْ دَمَّرا

وحمزةَ عَمُّ النَّبيّ الّذي
يَصيدُ الأسودَ وقد زمجَرا

أما لو رأينا إذاً خالدًا
وكمْ هدَّ جيشًا وكمْ حيَّرا

ويا ليتَ شعري أننسى الذي
يقومُ الليالي ليرعى الورى

أميرُ الأنامِ وفاروقها
خصيبُ اليدينِ شديدُ العُرى

ويا لهفَ قلبي لصدّيقها
ضجيعُ النَّبيّ وقد أُقبِرا

ترانا نعودُ لنرقى العلا
مَلَلْنا الكهوفَ وطولَ الكَرى

تُرانا نعودُ فما ننحني
صقورًا نعودُ وأُسْدَ الشرى

فنرقى سحابًا وندني السما
فنغزوا بحارًا ونغزوا القُرى

لنحرقَ ليلا بنورِ الهدى
لنطمسَ ليلًا لكي نكسرا

© 2024 - موقع الشعر