جلسنا معا صدفة - محفوظ فرج

جَلَسْنا معاً صدفةً
...........
قاعةُ الدرسِ
ليستْ بثابتةٍ
وكانَ أن اصطفَّ بالقربِ منّي
بكرسيِّهِ
أنا أعرفُهُ منذُ أوّلِ يومٍ
دخلْنا به الجامعة
وبالرغمِ من بعدِهِ
عن مكاني إذا حضرَ الدرسَ
لكنَّهُ حينَ ينظرُ لي
تتسارعُ دقّاتُ قلبي
فأقولُ تُرى : أصحيحٌ
أصابَتْ مشاعرَهُ فتنتي وجمالي ؟
ولم يَكُ ممنْ تسوقُهُمُ النزواتُ !!
قليلٌ قليلٌ
همُ المخلصون
فكيفَ لعقليَ أنْ يسْتَسِيغَه
إذا ما عقلتُ جموحَ فؤادي
........
هوَ في جانبي الآنَ وأنحو بكُلي
إليهِ
ولكنّنِي أتظاهرُ أنّي بالدرسِ
مشغولةٌ
لا أبالي بأنفاسِهِ وهيَ تمرقُ
بينَ فراغاتِ شعري وتداعبُ وجهي
وبينا يشيرُ المدرسُ كي ننقلَ
الكلماتِ التي خَصَّتْ الدرسَ
كنتُ التَفَتُّ إلى دفترِه
فقرَّبَهُ راسماً في زواياهُ :
( إني أحبُّك )
وتظاهرتُ أنّي لم أرَها
وَقْعُها قد سرى من منابتِ شَعْري
وحتى نهاياتِ أقدامي الميّتاتِ
وبعدَ انتهاءِ محاضرَتي
أخذتُ أحاورُ نفسيَ :
لن تدعنيَ عِفَّةُ نفسي
أطاوعُ أوهامَهُ
بالكلامِ الجميل
هو يؤلمني أن أراهُ يعذِّبُهُ كبريائي
ولم أعطِهِ من بصيصِ ضياءٍ
يُجَدّدُ فيهِ الأمل
فأنا مهرةُ الرافدين
وَتُنْمى لخيرِ الأصول
وإنْ كانَ لي من نصيبٍ بهِ
سيأتي إلي عرشِ مملكتي بالأصول
 
د. محفوظ فرج
١١ / ٨ / ٢٠٢٠
٢١ / ذو الحجة / ١٤٤١ه
© 2024 - موقع الشعر