من أسأل

لـ محفوظ فرج، ، في الغزل والوصف

من أسأل - محفوظ فرج

ماذا فعلت قيثارةُ كي تتملكَني ؟
فأبوحُ لها بالشاردِ
من رحلتيَ الشعرية
قلتُ : أسألُ غيري
هيَ في آخرةِ الدنيا
وأنا في أوَّلِها
كيفَ يكونُ وصالٌ
تَتَفَيَّأُ أحرفيَ الظمآنةَ تحتَ ظلالِه ؟
من أسألُ .......؟
من أسأل ؟
من ؟
.........
ليس سواها يسطيعُ
الردَّ على ما فعلتُهُ بسمةُ عينيها
في أوساطِ مشاعريَ المحمومةِ
ليسَ سواها يعرفُ ما كانَ دثارُ
الشعرِ المسدولِ على كتِفَيْها
ما يوحي عن بعدٍ من سمرٍ يأخذُني
نحوَ عوالمَ لا مرئية
ألقاها يوماً
تصحبُني في سوسة
عندَ ضفافِ البحرِ الأبيضِ
قربَ بلاجٍ كانتْ تَتَحَمَّمُ فيهِ
( كليوباترا )
وتُبادلُني قُبَلُ أنامِلِها
لأناملِ كَفّي
ألقاها
في أدغالِ الجبلِ الأخضرِ
في برقة
تركضُ قُدّامي
تحتَ صنوبرهِ وَألاحِقُها
حتّى أظفرَ فيها
يَتَفَتَّحُ نُوّارُ الَّلوزِ على رجعِ الضحكاتِ
المعسولةِ
أقرِّبُ وجهيَ منها
يَصّاعدُ عبقٌ يسمينيٌّ
يتناهى في أعماقي
من فتحاتِ الأردان
ومن جيبِ التفاحِ البريِّ
ألقاها
غافيةً
تحلمُ أنَّ هنالكَ طرقاً في البابِ
وتنهضُ
سُحْنَتُها السمراءُ المعجونةُ
في نورِ الشمسِ الساطعِ
أبهى من كلِّ حسانِ الغربِ
قالتْ : من أنتَ ؟ : قلتُ فتىً دهَمَتْهُ
الأحزانُ فدارَ بخلدِه
أن يبحثَ عنكِ
يدعوكِ إلى حُلُمٍ يَتَمَثَّلُ وجهَكِ فيه
قالتْ : أنتَ قريبٌ منّي
قلتُ : ما أعرِفُهُ أني يدفَعُني نَزْعٌ
صوفيٌّ يجنحُ
بي نحوَ بوادي الشام
© 2024 - موقع الشعر