كيف السجود - محمد زيدان شاكر

ربّاهُ إنّي قد ذَكرتُ ذهابي
يومَ القيامة واقفًا لحسابي

يا ويحَ نفسي ما أقولُ إذا ابتدى
يُتلى أمامَ العالمينَ كِتابي

ماذا أقولُ إذا الذنوبُ تَجَمَّعَتْ
وَغَدَتْ شهودًا أعْظُمي أعْصابي

أم كيف حالي إنْ رأيتُ مَساوئي
ورأيتُ جُرمي وانقِشاعَ ضَبابي

ما إنْ تَراءَتْ لي الجحيمُ بويلها
أدْرَكتُ رُشدي واسْتَعَدْتُ صَوابي

ما كُنتُ إلا زارعًا لضلالهِ
هل تُنْبِتُ الآثامُ غيرَ عذابِ

إنّي زرعتُ ليومِ بَعثي عَلْقمًا
يا ويحَ نفسي والحميمُ شَرابي

يا ليتَ أنّي لم أكَنْ أو أنَّني
عَدَمًا أكونُ غدًا ومَحضَ سرابِ

ربّاهُ قلبي والصخورُ تُحيطهُ
كيف السجودُ إذا الصخورُ ثيابي

أم كيف أرقى للثريا إنْ أكُنْ
قَيَّدْتُ أجْنِحَتي بذَنْبِ تُرابي

ومَشَيْتُ في رِجْزِ الطريقِ فكيف لي
بالسير نحو مُقدَّسِ الأعْتابِ

ربَّاهُ إنّي قد عَهِدْتُكَ راحمًا
فارحمْ مشيبي إذ أضَعْتُ شَبابي

وامنُنْ على عبدٍ أتاكَ بِذُلِّهِ
وبدمعهِ المَسكوبِ والمُنْسابِ

ربّاه لا تتركْ عُبَيدكَ تائها
واربطْ على قلبي لحينِ إيابي

ثمَّ الصلاةُ على النبي وآلهِ
فَهُوَ الشَّفيعُ وفاتحُ الأبْوابِ

© 2024 - موقع الشعر