الرثاء - حيدر شاهين أبو شاهين

إنِّي سَأَلْتُ وَلَم إِلاَقِ جَوَابا
مانَفعُ دُنْيَا مَا بِهَا أحبابا

يَا مَنْ رثيتَ أَحِبَّهً قَد غَادَرُوا
بِدموعِكَ الحَرَّى وَخُضتَ عِبابا

مَرْثِيَّةً ذَرَفَ الْفُؤَادُ شُجُونِهَا
مِنْ قِبَلِ أَنْ نَطرُقْ لَهَا أَبْوَابا

وَلَقَدْ رَأَيْتُ دُمُوعهُ بِمدادِها
جُبِلَتْ وَزَادَت للشَجى أَسْبَابا

يَا فَاقِدَ الْأَحْبَابِ أَنَّا هَا هُنَا
وَغَدَاً إِلَى الْبَارِي نَشَدُ رِكابا

مَنْ ذَا سَيرثِينا إذَا صِرْنَا إلَى
ماصارَهُ مَنْ قَدْ رثيتَ خِطَابا

طُوبَى لِمَنْ رَحَلُوا وَكَانُوا بَيْنَنَا
طَيِّبًا و أَثَرِهِمُ غَدَاةَ ثَوَابا

فَالْفَقْدُ فِي الدُّنْيَا كَعَقْدٍ مُبْرَمٍ
وَسَبِيلُ فَسْخِهِ يَفْقُدُ الأسبابا

وَعَلَيْهِ وقَّعَ كُلُّ حَيِّ قَبْلَ أَنْ
يَأْتِي وَيُكْمِلُ لِلْحَيَاةِ نِصَابا

هُوَ أَمْرٌ رَبِّي سَوْفَ يُقْضَى حِينَمَا
نَلْقَى بِدربٍ لِلْحَيَاةِ كِتَابا

طُوبَى لِمَنْ عَبَّرَ الحَيَاةَ وَغيِّها
بِالصَّبْرِ يَحْسُبُ لِلْمَآلِ حِسَابا

مَا همَّهُ مِنْهَا مُصَاباً زَائِلًا
مَا همَّهُ مِنْهَا آسَىً وَعَذَابا

وَقَضَى ﻷيَّامٍ لَهَا مُتَبَسِّمًا
مَهْمَا تَجَرَّعَع مُرَّهَا أكوابا

إنِّي أَرَى رَحلَ الْمَنيَّةِ جَائِرًا
وَرِكَابُهُ قَدْ أَكْثَرَتْ رُكَّابَا

وَكَأنَّنا بِتْنَا كَمَا عَشِقٌ لَهُ
وَلَهُ الْمَقَامَ بِحيِّنا قَد طَابَا

..................................
بقلمي حيدر أبو شاهين

© 2024 - موقع الشعر