امْرَاة بِطَعمِ الياسَمين

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

امْرَاة بِطَعمِ الياسَمين - محمد الزهراوي

امرأة بطعم الياسمين
 
امرأةُ الصمت. ....
امرأةٌ مِن
ورق ....
وحيدةُ الأحلام
تصارِع الغمامَ
يَلْفَح وجهَها
ظلامُ الْأيام. ...
قضت عُمرا على
رصيف الانتظار. ..
ولعْنةِ الغياب
تعِب منها
الحزنُ تعِبَتْ
حقائِبُ السّفر
ولا
قطارٌ أتى
ولا....
أمطرَتْها السماءُ
رَذاذ النسيان. ...
على عتبة
العِقْد الأخيرِ
ولا
يزال الحنين إلى
نبْض قلبٍ
يشُدُّها إلى
أحْبالِ الحياة
يَضُمُّها ضَمّ الحاء للباء. ..
ماذا سيكون بها. ..
لا الشوقُ
غادرَ قرْيَتها
ولا
هاج بحْرُ التّلاقي. ..
تقِف دائما
وسطَ الأشياء
فلا
هِي من
هؤلاء ولا مِن
أولئك. ...
قَدَّ الزّمن
قميصَها الأسْودَ
المَنْسِيّ
في قاع حقيبتها
كما هاتِفِها
الذي ما فتِئَ
أنْ يرى نورَ الرنين
حتّى
رَماه القدر في
جُحْر الذِّكرى. ...
ماذا ستقول له. ..؟؟
امْرَأَةُ الصّمْت....
امْرَأَةٌ مِن ورَق. ...
مسْرَحِيةٌ بِلا جمْهور
لا تُجيدُ غيْرَ
الإنتظار والبكاءِ
على الأطلالِ
والتَّسَكُّع في
طرُقاتِ الأنينِ
والوُقوفِ على
ناصِيَةِ الغِياب. ....
لا تُجيد غيرَ
انتِعال حِذاء
مزّقتْه دروب الشوق
وارْتِداءِ قميصٍ
أسود
حِدادُها كثيف. ..
سماؤُها دكْناءُ السواد
هَزيمُ رعْدٍ
يهُزّ الوجدان
ولا. ...
قطْرَةُ غيْث
تغسِل قلبَها
مِن
أِثْقالِ الماضي
ولا. ...
يَدٌ مِن خِلال غيْمٍ
تُمَدُّ إليها إلّا
لِتَصْفَع وجْنَةً
رسَمها َالزّمان
على
صفْحَةِ ماءِ الياسمين. ...
هِي الياسَمينُ
ولِكُلِّ فصل
يَليقُ الياسمين. ...
هِي على
تابوت الأطفال
وعلى
أجساد العَبيد السود. ...
هِي. ..
هي عيدُ الذكرى
مقْهى النِّسْيانِ
هيَ فسْتانُ الفرَح. ..
والزّغاريدِ
زقزَقَةُ العصافير
وكْرُ الطيور
عِنَْد المساء. ..
عَلى موائِد الحياة. .
هِي...
على أكْتاف
الموتِ
والحزْن
وهَمٌّ
نالَ مِن قلبِها. ..
هِي. ...
مِطْفَأَةُ الذِّكرى !
سيجارَةٌ
دخّنَها المحرومون. ..
هي.ِ ...
جِسْر للعابرينَ. ..
محَطَّةٌ للمسافرين. ...
هي. ...
الحياةُ والموت بين
راحََتَيْها
جنة الخلود. ..
تفّاحَةُ الغِواية. ..
بُرْتُقالةُ الأحلام. ...
امْرََأَةٌ. ...
لا شَكلَ لها. ..
لا لون. .
لا أمَل
وكُلُّ الآمال
بيدِهَِا تمُرّ. ...
أوَلَيْسَ كذلك يا عُمْري. ...
 
ر . الأنصاري الزاكي
-----------------
ﻳﺎﺫﺍﺕَ ﺍﻟﺸّﺎﻝ ﺍﻟﺨَﻤْﺮِﻱِّ
ﻭﺍﻟﺸّﻌﺮ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮِ
ﺍﻟﺘﻲ ﻭُﻟِﺪَﺕ ﻣﻦ
ﺭَﺣِﻢ ﺗﻨْﻬﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ
ﺭَﺻﻴﻒِ ﺍﻟﺤُﺰﻥ ..
ﺃﻳْﻨﻚِ ﺍﻵﻥ ..
ﺇﻥْ ﺗﺴْﺄﻟﻲ ﻓﺄﻧﺎ
ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓَﺔ
ﺍﻟﻜَﻮْﻥ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﻥ !
ﻓﻬَﻴّﺎ ﺍﺭْﻛﺒﻲ ﺍﻟﺮّﻳﺢ
ﻣﻌﻲ ﺃُﻃِﻞّ ﺑِﻚِ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠّﺎِﻧِّﻬﺎﺋﻲِّ
ﻭﻧﺤْﻦ ﻧﻌﻴﺶُ ..
ﺟﻤﻴﻞَ ﺍﻷﻭْﻫﺎﻡ
ﻓﻼ ﺗﺘَأﺧّﺮﻱ ..
ﺇﻻّﻙِ ﻻ ﺃﺭﻯ ﺃﺣَﺪﺍً
ﻭﻟﻴْﺲ ﻟﻲ ﺃﺣَﺪٌ ..
ﻫﻴّﺄﺕُ ﻟَﻨﺎ ﺍﻟﻤأْﻭﻯ
ﻭﻓﻲ ﻏِﻴﺎﺑﻚِ ..
ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴَﻜﺰﻥ ﺑﻲ ؟
 
محمد الزهراوي
أبو نوفل
-----------------
أستاذي محمد الزهراوي. ...
كنت أريد بهذا النص أن يتفوق التلميذ على المعلم..
بحيث أني جمعت كل روائعي التي أفتخر بها في
نص واحدة قصد المزج بين النصوص كما مزج
كأس نبيذ قبل شربه والتلذُّّذِ به والانتشاء منه حدّ
الثمالة لكن هيهات لذاك التلميذ أن يصل إلى علو
أستاذه. ..،فأنت بدأت من قصيدة لم أذكرها في هذا
النص. ...القصيدة الحمقاء وكنتَ بهذا قد بلغْتَ أقصى
أنواع التحدي وهذا ليس بغريب عليكَ بصِفتك أحد
عمالقة الشعر النثري. ...
ماذا سيكون بي وكيف بقلبي لولا لقياك يوما في..
قصيدة حمقاء تركض خلف الفراشات تلون حروفها
بألوان الربيع. ....تحياتي وكل الود والامتنان
 
ر . الأنصاري الزاكي
---------------
الصورة واللغة والحدث معادلة خاصة في
ذاكرة الأبجدية والحرف لن يطالها النسيان
مهما طال الزمان وأبداً
 
محمد الزهراوي
أبو نوفل
-------------------------
بكل تأكيد أستاذي فلن يطال النسيانُ..
لا الصورة ولا الحروف ولا الحدث
الذي كتبت فيه تلك النصوص. ...فأنت
كنت شاهدا على صبية القصيد التي..
أنجبت القصيدة الحمقاء. ...
تحياتي وكل الامتنان لك
 
ر . الأنصاري الزاكي
------------------------
امرأة بطعم الياسمين وحروف بمذاق شراب الخلد..
كلّ هذا في قصيدة معجِزة...سوف أموت وأنا عالق
بهذه الملحمة الكونية وحتّى ملحدي أكيد سيكون وأنا
أقرأُُكِ في هذه التراجيديا الخالدة ولا أملك إلا أن أنحني
إجلالا أمام حرفك البحر ودام المجد حليفاً لك ولقلمك
 
محمد الزهراوي
أبو نوفل
© 2024 - موقع الشعر