وقتُ الحبِّ قد حانَ - محمود محمد خلف

*يا أسْمَا ذَابَ القلبُ فيكِ والعقلُ قد لانا
وارتعدَ القلمُ كاشفاً بين الأبياتِ نَجْوانا

*وصِرْتِ تجري بداخلي عِوَضاً عن دَمِي
وصَارَ القلبُ مُدْمِنٌ للحُبِّ إدْمانا

*فاجْهَري بما كَتمتي واسْتأنِفِي العِصْيانا
وارأفي بقلبٍ أضحى عاشقاً ولْهَانا

*آنَ الأوانُ أنْ نَبوحَ ونُعلِنُ للكلِّ إعلانَا
فقدْ طالَ بِنا الزمانُ وكَتْمُ السِرِّ أبْكَانا

*و آرَقَ نَومَنا ومَرَّتْ لياليَ يُبَثُّ في شَكْوانا
أنُحِبُّ بَعضَنا صِدْقَاً أمْ نُخطِئ العُنْوانا

*مَوجُ القدرِ ظَلَّ يَسْحَبُنا إلي الاعماقِ ورَمَانا
وبَاعَدَ بيننا وتَفَنَّنَ في بُعدِنا وتَفَانا

*فلا تَسِرِّي الحُبَّ واجْهَري بهِ فالفؤادُ شَكَانا
وتَكَالبَ الحُزنُ عَلينا وتَعَدَّدتْ شَكْوانا

*فَكَفَانا كِتْمَاناً للحبِّ فَكَتْمُ الحبِّ أعْيَانا
فلا تُبَاعُ المشاعرُ ولا تُشتَرى مَجَّانا

*صَحيحٌ أنِّي شَاعرٌ وأتَلاعَبُ بالألفَاظِ أحْيَانا
لكنْ لَعَمْرُكِ ما كُنتُ أبداً في حُبِكِ مَجَّانا

*لَنْ يَهِنَ فُؤادَكِ عليَّ أبداً و واللهِ ما هَانا
لَعَمْرُ الحبِّ لَنْ تَجدي قَلباً مثلَ قَلبي أمَانا

*والآنَ قَلبي بَعدَما بَدَّلَ الهَوانَ هَوَانا
يُعْلِنُ ألا مَكانَ سِوى عَينَيكِ أوطَانا

*ويَطْلبُ هُدْنَةً لِوَقْفِ نَزيفِ الحَنَايا حَنَانا
فقدْ هُزِمَ في حُبِكِ وخَضَعَتْ لكِ الأرْكَانا

*يا أسما قَدْ لَقِيتِ الآنَ منَ القلبِ إذْعَانا
فقدَ بات يَهْزي: حُبُّ أسْمَا تَمَلَّكَ الأبْدَانا

*فَتَداركِ الأمْرَ وجَازِهِ عنْ الإحْسَانِ إحسَانا
ورُدِّيهَا عليَّ حَثِيثَاً: "أُحِبُّكَ رُغْمَ ما كَانا"

*وجَازِهِ عنْ الإسَاءةِ عَفْواً وصَفْحَا ثُم غُفْرَانا
وأزيلي عَتْمَةَ القَبْرِ دَاخِلَهُ وبَدِّدي الأحْزَانا

*وقُولِي أُحِبُّكَ كَرِّرِيهَا وردِّدِي الألْحَانا
فقدْ حَانَ وقتُ الحُبِّ وشُرْبُ قَدْحَانا

*قُولِها لتُحْييْ الفُؤادَ مُغَرِّداً ألحَانا
فقدْ حَانَ وقتُ السَلْمِ وحَانَ لُقْيَانا

*رَمَانَا القَدَرُ بالسِهَامِ مُخْطِئٌ مَرْمَانا
وتَجَرَّعْنَا مَرَارةَ البُعدِ حَتى المَوتُ نَادَانا

*تَغَلَّبْنا عليهِ -بفضلِ الله- و زَادَنا إيْمَانا
وتَجَاوزْنَا كُلَّ المِحَنْ واسْتُجِيبَ دُعَانا

*فَهَلَّا هَدَأتِ فقدْ أعْلَنَ القَلبُ حُبَكِ إعْلانَا
وبَاتَ يَنْبِضُ بإسْمِكِ, يا أسْمَا حُبُّكِ يَمْلَؤ الأرْكَانا

*وأنتِ الوطنُ الذي لولاهُ ماكانَ للفؤادِ مَكَانا
وأنتِ مَنْ سَعَى الفؤادُ وقَاتَلَ لأجْلها وتَفَانا

*فَكَفَى بُكَاءً يا أمِيرَتي فَحُزْنُكِ يُشْعِلُ النِيرانُ
فالحزنُ غَصَّ الفؤادَ وبَالغَ في جُرْحِهِ و آذَانا

*وأَعِدِّ ليومٍ نَلتَقيْ فيهِ ونِكِيدُ مَنْ عَادَانا
وأقْسَمَ ألا طَريقَ سوفَ يَجْمعُنا ولنْ نَصيرَ كَيَانا

*وطَمْئِني فَؤادَكِ فقدْ صِرتُ بِحُبِّكِ سُلْطَانا
وأعْدَدتُ شِعراً عَسَى يَليقُ بكِ فَعُدِّي لهُ الآذَانا

© 2024 - موقع الشعر