حان وقت الانتفاضه - عبدالله سليمان الخطيب

ولدت الآن، انا و الليل و الحان ..
و هذا السهل و البستان ..
و رف من عصافيري طار ..
طلوع الفجر ابطأته سنة من الليل اطالت عمر الطواغيت ،
بين الشارع و الحانوت ..
و المدينة السكرى تهيم بين الكأس و بين اليأس و ضوء الفوانيس ..
تزينت من زينتها الصحراء ..
بأيد تقرع الناقوس في ليلة دهماء ..
من ليالي الصوم في بلد المجوس
و بالناس تضج ..!
 
عيني تزدري عيني ..
اذني لصوت النواقيس تمجُّ ،
فالخليفة هذا العام نوى الحج ..
و الخلق مجموعون على حدود الصحراء و الصحراء بهم تعج ..
 
تساءلت:
من ذا الذي اصدر الامرا
منع الناس الحج و العمره
بدل في الدين ماشاء ايمانا و كفرا ؟!
ان الدين لله ..
ان الحج لله ..
و هذا الزيت نشعله نارا يوم الطواف الاكبر
و ندعوا الناس الى الحج ..
و نلقي الخليفة الآمر الناهي، في النار ..
قبل الطواف و بعد الطواف و عند الافاضه ..
حان وقت الانتفاضه، حان وقت الانتفاضه .،
فاهجمي يا جموع ...
و اهطلي يا دموع ..،
لقد حان وقت الانتفاضه ..
فمن روَّع البلابل الغريده .؟!
و من ابعد النوم عن عيني ..؟
و لمَّا ذقت من وصل الحبيبة ماءا زمزما،
يشفي الجراح ..
جسدي بالجراح يُشجُّ ..!!
 
ناديت ...
فما الصدى يجيب .،
اي حبيب ..
اي حبيب ..
قلبي امضَّه العشق الخليجي و الشوق اللهيب .،
عيني ترى ما ترى
لا النهار نهار ولا الليل ليل ولا القريب قريب .،
حار فكري بين يومي و امسي ..
بين الهمس و اللمس ..
بينا انا احمل الاوزار من امسي الى امسي ،
الى يومي او غدي ..!
ناديت في الليل: لا تبعدي عينيك عني،
او يديك عن يدي ..!
خذي مقعدي فقد قررت الرحيلا .،
جريدة نخل راحلتي ..
و البحر طريقي الى الضفة البعيده .،
بحر بلا اسماك ..
و اسماك بلا بحر ..
كل بما فيه حربا يدير او يَلِجُّ ..!!
 
اين هو الحج ..؟!
و اين الحجيج من الحج ؟!
في الزمن الخليجي، في ارض الخليج .،
و الجزيرة ما عادت جزيره .،
و نخلة في الحجاز ناءت بحملها حتى غدت كالجريدة،
تساءَلتْ: هل لي خلاص من هذه القيود .؟!
قيل اسكتي ..
فالخليفة النمرود اغضبته نمله قالت لأختها،
لا تغضبي ...
غضب الخليفة فامتلأت شدقاه
و انتفخت حتى صارت مسرحا لكل انواع الدود و الجنود ..
يومها انفرجت تحت السراويل الخدود،
هرولت نملتي خوفا من سيف سياف المدينه،
و دمعة حزينه ..
سالت وراء الحدود،
قيل افتحوا الاخدود،
القوا فيه من كفر من اهل هذه الارض في النار
لكن حذار ..
قد لا يكون تأثيرٌ للنار على النار
و النار بالنار تُشَجُّ ..!!
 
نطقت نفوس ملَّها الصمت،
قيل اسكتي ..
قد ولدت بوادي الصمت،
زمن الصمت ..
يا للصمت كم طال على مدننٍ أدمنَتْهُ ،؟
استعذبته وهو العلقم المرُّ،
زمننٌ يمُرُّ على الناس بين اليوم و الامس،
بدَأت أُحِسُّ ..
أرى باللمس ..
اسمع بالهمس،
اقول بعد النطق كل ما يُحسُّ ..
بدأتُ ..
تالله لقد بدأتُ ،
و لله نذر انني بدأت
بدأت، انتهيت حيث بدأت،
مشيت، وقفت، و ما عدت مشيت،
علوت، هويت ..
رجعت هويت بواد كله اسرار تُؤَجُّ ..!!
 
سلام آل يأجوج و مأجوج قد بنينا وراءكم سدا،
و امامكم سدا ..
بينكم و بين الحياة جعلناها هدما و ردما .،
فاذا ازفت الازفة،
و حلت بكم الراجفة ..
و انشقت الارض شقا ..
و صببنا العذاب فوقكم صبا ..
فلا صريخ لكم بعدُ،
ولا نفط و لا نخل و لا مجد،
و لا نجاة لمن ليس له عهد،
فإن جدَّ لكم جِدُّ ..
كان لنا جِدٌّ و مدُّ ..
فاشتدي ارض البراق،
ان شعبنا قد شدوا .،
و ان عودنا يشتد ..
و بأسنا يمتد ..
و عهدنا هو العهد و الوعد ،
يوم لا حصر لنا ولا عدُّ،
و ليس لنا فوق هذه الارض ضدُّ،
انا يومئذ برق و رعد
و قولنا الفصل
لا لهو لهو ولا هزل بل هو الجد،
اذا امتدت يد الزمان لنا صار الزمان لنا يدّا،
الى كل ظالم لنفسه يمتدُّ ..
فمن كان يرجوا لنا عهدا جاءه منا عهد ووعد .!!
 
سلاما آل يأجوج و مأجوج،
هل ترون فيها من فروج ؟!
انا القينا فوقكم اثقالا مثل اثقالكم،
حملناكم اوزارا مثل اوزارك
و حاسبناكم حسابا عسيرا،
لا نضيِّع من اوزاركم قطميرا ..
هذا يوم لا ينفع الصادقين الا صدقهم،
و الكافرين نذيقهم حميما و غسّاقا ..
جزاءا وفاقا ..
فاذا ما التفت الساق بالساق،
قيل لكم الى الجحيم المساق،
فما ربحت تجارتكم ..
بما اخلفتم الينا عهدكم،
فسوف تحاسبون حسابا عسيرا،
و نذيقكم من امركم عذابا مريرا،
انكم كنتم قوما بورا ..
فاستمتعوا بخلاقكم حتى يأتيكم اليقين،
انا قد اتيناكم من فوقكم،
نرميكم بحجارة من طين،
مسومة عندنا للمجرمين .،
فارتقبوا ايها المجرمون ..
انا معكم مرتقبون و بالحجارة منتصرون !!
و انا انشاء الله لمنتصرون ......
© 2024 - موقع الشعر