يا وطني - عبدالله سليمان الخطيب

تحية اليك يا وطني ..
قد قيل ان الحزن الليل لفراقي ..
يأكل منك الفرح الصيفي
و يأكل منك الاسماء
احقا انت حزين يا وطني ..؟!
و فراقي يرحل فيك اليك ..؟!
و هذا التيه الشبقي يواسيك
لذا انت حزين يا وطني ..!!
 
يا وطني ..
هل انت الوطن المنفى ..؟!
احمل في قلبي تذكار العودة منه اليه ..؟!
ان كنت حزينا مثلي يا وطني ،
فالحزن هنا ليس مدار البحث
و ليس لك الحق ان تحزن مثلي ،
فالسلطان و عسكره يحموك
و قد باعوك ..
لذا انت حزين مثلي يا وطني ..!؟
 
يا وطني ..
غريب ان تحزن يا وطني ..
و الاغرب ..
ان الحزن يفتت اكباد بنيك ،
و انت تباع بسوق النفط ،
و تحملك السفن المبحرة الى الغرب ،
امرأة يزنى فيها ليلا و نهارا
و تحمل فوق الاكتاف
و تدعى للهو على مائدة الدول الكبرى ،
كالنعش ..
و بنوك ينتظرون الفارس ينقذهم
و يحملهم فوق حصان الشوق اليك يا وطني ..
خلف الجدار ..!
 
يا وطني ..
هل انت النعش المحمول على الاكتاف ..؟!
و ترحل في الصيف الى الباب العالي ..؟!
تشكو الجوع و ظلم المغتصب ..!!
يا وطن الثورة بالامس
لقد اصبحت اليوم تباع مع التبغ
يُهرَّب في الليل الى كل سماسرة الرّق ،
و يجوس خلال لياليك زناة الليل
فهل انت وطن ؟
ام مبغى ؟!
 
يا وطني ..
يا وطن العسكر و البارود ،
افديك بروحي ،
افديك بكل براميل النفط ،
و بالباب العالي ..
افديك بأقبية الموت ،
و قصف الاحياء الشعبيه ،
و قنابل موت همجيه ..
افديك بروحي يا وطن اللغة العربيه ،
افديك بكل سنابل قمح الحوران ،
و دجلة و الرايات العربيه ..
افديك يا وطني
بمن احب او اهوى
و ادوس على كل القيم الرجعية و القوميه
و المصطلحات الكوفية و البصريه
و سماسرة الشام و عمان المنفيه
افديك .. افديك .. افديك يا وطني ،
بماذا افديك يا وطني ..؟!
لم يبق سواك لدي ،
يا كبش فداء الانظمة القمعيه ........
© 2024 - موقع الشعر