قد يَسّروا لدفينٍ، حانَ مَصْرَعُهُ، - ابو العلاء المعري

قد يَسّروا لدفينٍ، حانَ مَصْرَعُهُ،
بيتاً من الخُشْبِ، لم يُرْفَع ولا رحُبا

يا هؤلاءِ اتركوهُ والثرى، فلهُ
أنُسٌ به، وهو أوْلى صاحبٍ صُحِبا

وإنما الجسْمُ تُرْبٌ، خيرُ حالته
سُقياً الغمائم، فاستسقوا له السُّحبا

صارَ البهيجُ، من الأقوام، خطّ سفا،
وقد يُراعُ، إذا ما وجهُه شحُبا

سِيّانِ من لم يضِق ذَرعاً بُعيد رَدىً،
وذارعٌ، في مغاني فتيةٍ، سُحبا

فافرِقْ من الضّحك واحذرْ أن تحالفه،
أما ترى الغيمَ لما استُضحك انتحبا؟

© 2024 - موقع الشعر