ميلادُ المحبوب - نوري الوائلي

أليومُ يمْنٌ والمسرّةُ تربعُ
أليومُ مولدك السعيدُ المُمْتعُ

في يومِ مُولدك السّعادةُ بهْجة
لم يدنها سِحرُ الخيالِ ومبْدعُ

مرحى لموْلدك الجميل فإنّه
فرحٌ يطلُّ وغبطةٌ تتنوّعُ

فرحٌ له في كلّ نبضٍ غبطة
وبه إلى الصمّ المشاعرُ تُسمعُ

ويعودُ يومُك للفؤادِ بشائرٌ
وهلاله فوقَ المواجعِ مبْضعٌ

في يومِ موْلدك الضلوعُ تناثرت
فإذا الفؤادُ الى فؤادِك يهْرعُ

منذُ الولادة لا تزال على الصبى
فبك الجمالُ براعمٌ تتفرّعُ

خضرُ العيوْن كأنّما من لونِها
يُشتقّ لونُ الاخضرار ويُصنعُ

تعلو الحواجبُ كالهلالِ رشيقة
والفمّ تملؤه الثنايا الألمعُ

الشعرُ لونُ الأرجوانِ وعنقه
شبرُ يطولُ ولؤلؤاً يترصّعُ

وهجٌ وقد زادَ الحجابُ جماله
فكأنّه بدرُ الليالي يسطعُ

تتراقصُ الوجناتُ عند مسيره
وشقائقُ النعمانِ منها تطلعُ

مثلُ الثمارِ طريّة في ريعِه
فيغارُ منه في الربيعِ الأينعُ

الوجه أبلجُ كالبدور بحلكةٍ
ما سدّه عند الليالي برْقعُ

عجزَ الكلامُ مقارباً في وصفه
وتحيّر الفذّ البليغُ المصقعُ

أأنا المحبّ بحيث بتُّ بحبّه
عبداً وأمري في هواه الأطوعُ

روحي إليك مودّة وتودد
والقلب تبْذله فداك الأضلعُ

أنت الوريدُ برغم بُعدك والهوى
فالروحُ حولك هالةٌ تتجمّعُ

أليومُ جمعٌ والفراقُ يُميْتني
فهو الحياةُ مع الحبيبِ ومرتعُ

ماذا أقولُ بيومِ سعدك والنوى
فَجرتْ منَ الفرحِ الحزينِ الأدمعُ

عبرالخيالِ فقد رأيتُك جانبي
فتضمّ روْحَك بالحنينِ الأذرعُ

يبقى اللقاءُ مع التمنّي رحْلة
فيها الخيالُ سعادةٌ وتوجّعُ

أنت الخليلُ وما الخليلُ بعارضِ
فلك المحبّة بالجوارح تنبعُ

كالنخلِ تعلوك الثمارُ حلاوة
فتمنّ واحدةً وألفاً تمنعُ

ذكراكَ ما خفتتْ بنفسي لحظةً
فالشوقُ يحيا في العروقِ ويلذعُ

أنت الحبيبُ وما الحبيبُ كناية
بل إنّك القلبُ النديّ الأنصعُ

نامتْ عيونُ العاشقين لقربهم
وأنا لبُعدك ساهدٌ لا أضجعُ

© 2024 - موقع الشعر