البارحة كنتي هنا - سلطان العلوي

كم هي رحلة شاقة عندما يكون الحمل ذكرياتك
في طريق ليس له نهاية .. وكم هو مؤلم أن تغفي

طفلاً بين أضلعك وشرايينك يحمل اسم الحب وفي يده
ألف خنجر .. ولكن تفضل الإبقاء عليه لأنه أصبح

جزء لا يتجزأ منك .. والآغرب أن طيفها كان
هنا بالأمس ...

حبيبتي والعمر رحلةٍ شاعرٍ يستوطن أحضانه غريب
يسحب جنازة ذكرياته وما يخلص شارعه

وما به غريب إلا أنا دامك تدسي غدرك بكاس النصيب
بالله قولي أي نصيب واي كاس اللي رضيت أتجرعه

هااك الرسايل تحتضر.. جف السؤال وخنجر الصمت الرهيب
يحفر على ظهري إجابة هالضياع اللي دروبي تتبعه

والضحكة اللي بروزت أحلامنها علقتها بليلي الكئيب
وصارت رماد يطيح بشفاه الغياب وفي كفوفي أجمعه

وأقراك بأدراجي مدينة من وهم.. في بابها (شمعة) حبيب
جيت أفتح الباب ولقيت سنين عمري بالظلام مشمّعه

هاذي شوارع غربتي/ أمطار تجلدني وبضلوعي لهيب
طفلٍ أخبيه بحنايا معطفي ونصاله أنساها معه

ياما نثر سربي على شباك ليلك سلة ورودٍ وطيب
وياما رجعلي ينزف أشواكك وجنحان الأماني مقطّعه

وياما زرعتك في عيون الغيم آية..لجل أحزاني تغيب
وكنت اصلي للمطر وأختم دعائي بذكر اسمك وارفعه

لين ضجت هالصحاري في وريدي .. وكفّّن الآمال شيب
وما لمحت إلا بروق الوهم فيني .. في سنيني الضايعه

ياما وياما والسكيك الحالكة تنده خطاوينا ويجيب
بومٍ يرتلنا غيابٍ فوق أغصان المنافي الموجعه

ابسألك.. وش جابك بآخر زوايا مصحفي الطاهر صليب
لون المطر في ضحكتي؟ خبز الفقر ؟ أو هي ذنوبي الواسعه

وأستحلفك .. من هو نبش في ذاكرة هذا الوجع.. قرب يطيب
من صحى نصلك من وسادة أضلعي وحاول بلحظة ينزعه

البارحة كنتي هنا.. بين الصور..جنب الشموع.. وهالغريب
جا يحضنك..طاحت صورك وما حضن إلا خناجر شارعه

© 2024 - موقع الشعر