مجاراة الفحول

لـ أحمد أورفلي، ، في الملاحم، 17، آخر تحديث

مجاراة الفحول - أحمد أورفلي

سَبقُ الخيولِ على أقدامِكم كَلَلُ
فانحوا خِفافاً لأنَّ الخَيلَ تَرتَجِلُ

الشَّمسُ شَمسي إذا الأقمارُ قد كُسِفَت
والنُّورُ نوري فلا نورٌ لمن أفَلوا

أوقَفتُ حَرفي كشَمعدانِ مَن ملَكوا
حتَّى تَبارزَ حولي من بهم شَلَلُ

نادَيتُ أنَّي كلَيثٍ لستُ جارِحَكم
مُستَلَّ سيفٍ هوى مِن بَرقِهِ جَلَلُ

أينَ الخمورُ فَهاتوها لأكرَعَها
علَّ الكؤوسَ تراني أنَّني ثَمِلُ

شربتُ من خمرِهم رشفاً فكان بهِ
بعضُ المذاقِ ولونُ الخَمرِ يَنتَحِلُ

فقلتُ هاكُم خموري وارشفوا زُمَراً
إن راقَتِ الجمعَ فاحنوا الكأسَ واحتفِلوا

هذي دناني وما فيها معتَّقَةٌ
منحتُها كرَماً للناسِ إن عدلوا

أنا الفقيرُ إلى الرحمنِ من سِعَةٍ
لكنَّ ربِّي كساني ما بِهِ بدَلُ

أتيتُ من حلبَ الشهباء ممتشِقاً
علماً وحكماً على الدَّيَّانِ أتكِلُ

لا تحملوني على الأكتافِ تزكيَةً
فالحرفُ راحلتي والطيفُ والهَلَلُ

هذا تُراثي بدُرِّ الشِّعرِ ألبِسُهُ
ومَنحَتي بوِسامِ النِّيلِ أكتَحِلُ

ماءُ الفُراتِ تُغَذِّيني فَصاحَتُهُ
والنَطقُ صافٍ إذا الأعرابُ قَد سَألوا

بالنَّحوِ والصَّرفِ شِعري قَد سَما أبداً
ومَوقِفي في فَضاءِ الشِّعرِ ذا جَبَلُ

((الأديب أحمد أورفلي))
© 2024 - موقع الشعر