آخر المشوار

لـ أحمد أورفلي، ، في الحكمه والنصح، 16، آخر تحديث

آخر المشوار - أحمد أورفلي

عِظَامِي إِذَا مَاتَتْ سَتُفنىٰ وتُنشَفُ
وَبَعْدَ المَضِي لِلمُهْلِ تَزْوِي وَتُنسَفُ

وَتَخْبو بِقَلْبِي وَمْضَةٌ زَيْتُها بُؤْسٌ
وَرُوحِي سَتَقْضِي رِحْلَةً أَوْ سَتُقْذَفُ

وَقَبْري يُسَوَّىٰ بالتَّوَازِي لِأَنْواعٍ
فَمِنْهُمْ فَقيِرٌ وَالكَثيِرُ تَعَجْرَفوا

وَأَسْماءُ خَلْقٍ قَدْ عَرِفْنَا لَها فَضْلاً
وَإِسْمِي يُوارَىٰ بِالتَّناسي ويُحْذَفُ

ذُنوبي وكَمْ سِيئَتْ فَأَرْجُو لَها كَفْراً
وَفي الَّليلِ أَبْكي دَمْعَ قَلْبٍ وَأَأْسَفُ

وَأَكْفانُ قَلْبي تَنْسِجُ الآهَ مُرَّاً مِنْ
ضُلوعي بِخَيْطٍ تَالِفٍ صارَ يُنْتَفُ

شَبِعْتُ انْغِماساً في الَهوىٰ أَرْتوي وِزْراً
وَرَأْسي تَسَجَّىٰ أَبْيَضاً خِفْتُ يَزْحَفُ

عَلَىٰ فَرْوَتي إِنْ لَمْ أَتُبْ تَوْبَةً نُصْحَىٰ
فَيَا حَسْرَتي إِنْ بَعْدَ بَعْثٍ خَلَا العَفُو

تَرَكْتُ الهَوىٰ وتُبْتُ قَبْلَ انْسِيَاقي ذَا
وَأَدْعُو لِرَبِّي دَعْوَةً ذَاكَ أَشْرَفُ

فَلَسْتُ الَّذي لا يَعْرِفُ السُّوءَ والعُتْبَىٰ
وَلكِنْ بِصَبْري ضِعْتُ مَا ضَاعَ يُوْسُفُ

فَما أَجْتَبي إِلَّا لِنَيلِ الهُدىٰ وَصْلاً
يُجاري لِأَفْعَالٍ وَبِالذَّاتِ أُوْصَفُ

سِوَىٰ مَا جَنَىٰ فِعْلي وَطَبْعِي بِأَعْمالٍ
لِأَرْقَىٰ جِنَاناً أَوْ لِنَارٍ فَأُوْقَفُ

لَقَدْ كُنْتُ مَمْشُوقَاً بِقُدِّي وَفي عَزْمِي
تَرَىٰ هَلْ يُفِيدُ المَرْءَ مَا إِنْ يُكَيَّفُ

وَبعْدَ الفِراقِ المُحْتَفىٰ مَنْ يَواسِيني
فَلا وَالَّذي رَبِّي إِذَا غِبْتُ يَأْسَفُوا

وَهٰذي أُمُورٌ قَدْ تَوالَتْ مَواضِيها
فَلا يَحْسَبُ المَوْصِي بِما عَافَ يُنْصَفُ

مَوارِيثٌ وَمالٌ والَّذي بَيْنَنا يُنْسَىٰ
وَهٰذي طُعُونٌ بَعْدَ مَا كَانَ يُعرَفُ

سَيَبْقَىٰ صِراعٌ يَصْطَلي قُسْمَةً فَتَّتْ
وَأَهْدَتْ شِِقَاقاً وَالمَوارِيثُ تُعْلَفُ

لَقَدْ صُغْتُ حَرْفَاً مِنْ دُمُوعِي لِمَنْ يُهْدَىٰ
فَمَنْ يَرْتَضِي لِلحَقِّ وَالكُلُّ يَجْحَفُ

فَأُوْصِيكَ يَا هٰذا وَذَاكَ الَّذي يَأْتِي
حَفِيدَاً عَسَىٰ لِلنُصْحِ يُبْدِي وَيُخْلَفُ

© 2024 - موقع الشعر