عنقاءُ تُنْشِدُ لِلْفِينِيقِ نَجْوَاهَا - فرحناز فاضل

مِن ذُروَةٍ قُمْ رَمَاداً وَانْبَثِقْ نُورَا
فِينِيقُ هَيَّا تَوَّهَجْ شَاهِقاً طُورَا

وَمِن حَرِيقٍ تَوَقَّدْ زَاهِيَ الشَّجَرَا
تِ .. زَاكِيَ العِطْرِ .. بِالنَّبْضَاتِ مَوثُورَا

حَلِّقْ بِفَردِ مَعَانِي أَحْرُفٍ دُرَرَا
وَابْثُثْ نَدَاكَ بِبَوحٍ زَانَ مَنْثُورَا

شَعْشِعْ فَتُخْضَرُّ بِالكَونَينِ مِنْ أَدَبٍ
دُمْتَ الفَضَا بِقَشِيبِ الشِّعْرِ مَذْخُورَا

زَمْزِمْ بِنِيلِكَ وَاغْرِفْ دِجْلَةً كَلِماً
قَيِّدْ فُرَاتاً مِدَادَ الوَحْيِ إِكْسِيرَا

أَذِّنْ بِخَمْسٍ سِنِيناً يَّأتِيَنَّكَ سَعْ
ياً خَيرُ عُمْرٍ، تَدُمْ – فِينِيقُ – مَعْمُورَا

فَلْتَسْتَطِلْ بِاسْمِكَ الآجَالُ مُرْتَقِياً
مَجْداً لِتَغْدُوَ بِالآفَاقِ مَشْهُورَا

تَرْقَى إِلَى عَرَفَاتِ الشُّكْرِ أَفْئِدَةٌ
قَدْ مَكَّنَتْ لَكَ تَبْجِيلاً وَتَوقِيرَا

تَهْوِي إليكَ منَ الأمداءِ، واتَّخَذَتْ
شَعَائِرَ الوِدِّ فِي التَّحْلِيقِ تَأْثِيرَا

كَأَنَّ كُلَّ القُلُوبِ الهَائِمَاتِ هُنَا
وَرَدْنَ نهراً بِطِيبِ الحَرْفِ مَسْحُورَا

فِينِيقُ تَبْقَى لِإِبْدَاعٍ مَّحَجَّتَهُ
تَظَلُّ بِالذِّهْنِ وَالخَفْقَاتِ مَذْكُورَا

عَنْقَاءُ تُهْدِيْكَ بِالوَهْجِ الَّذِي قَرَضَتْ
حُبَّاً سَلاماً بِخَتْمِ المِسْكِ مِعْطِيرَا

فَرَحْنَاز سَجَّاد حُسَين فَاضَل
غُرَّة تشرين الثاني عام 2010 للميلاد

© 2024 - موقع الشعر