أمشاج من الوهم - الطاهرة حجازي

أمشاج من الوهمِ
 
طواحينُ الخبزِ تبتَعِدعنْ أرغِفَتِنَا
والضجيج في خلايانًايتواصل
عامٌ يغيبُ عام يحضرُ
والِحسَابُ ماجنٌ في دمنَا سائحٌ يتوغّلُ
 
سَنَابِلنَا هلكَى
سواقِينا غرقى
وأعينُ الشمس حمّى
في شرايين البؤسِ تتفَجّرُ
 
عامٌ بعد عامٍ
والخَطْوُ حلمٌ
والتَطَلُّعُ وهمٌ
وأرضُنَا لا تدورُ
 
نُحَقِّق خلفيّةَ الكَنائسِ
نشنقُ جَليلي
 
نُؤَكِدُ العجزَ فينَا
وَوصمَةُ التاريخِ تنجلِي و تحضر
 
نأخذُ في الحضارةِ المَهوساتْ
نبني في الرمّْلِ المعادَلاتْ
نغَالِي بلَوْ كانَ ولو لم يكنْ
وبِخُوَائِهَا نماري ونكْثِرُ
 
عامُ يمضي
ولِقَاحُ الشّلَل عجْزٌ
أنْهَكهُ سوسُ العِظَامْ
ألجمَتْهُ الحَفْريّاتْ
وسرطَانُ العزائِمِ الموبُوءُ
بِنَحنُ كَذَا، قدْ كُنَّا كذا
وأكادَيبُ الكَذاءاتِ خيُولٌ تَتَمَظْهَرُ
 
عامٌ بعدَ أعوَامٍ خلتْ
ودبِيبُنَا نَمْلٌ
جُحرُ ندورُ حَوْلَهُ
والنِّمالُ حِسٌّ
حذَرٌ مِنْ سُلَيْمانَ وجَيْشِهِ
ونَحُنُ أغبيَّاءُ المَوتِ
في المَدَاراتِ لا نحْذَرُ
هاهُوَالعامُ يسْتَكْمِلُ دوْرتَهُ
والنُّورُ مفايئُ الظِّلّ
والثّلْجُ معَابِرُ الدِّفْءِ
وعباءَةُ الكَوْنِ
فُصُولٌ تَزهُو وتتبخثرُ
والأنعامُ
ترسمُ بيَانَ خطْوِها
والأمواج تمثلُ بمَدِّهَا
والفكرُ شطَحاتٌ
والهدف حركَاتٌ
والدُّنَى موسوعةٌ
يكتنِزُ ضرْعُها
تغْدِق سقوهَا
لمن يَرومهَا
يفكُّ اللّغْز فيها ويفكّرُ
فهل للرمز عندنا
حضور في ذهننَا؟
ومن مَرَايَاه تَنطلِقُ مرائينا وتنظر.
 
الطاهرة حجازي
© 2024 - موقع الشعر