حذار !

لـ الطاهرة حجازي، ، في الملاحم، 21

حذار ! - الطاهرة حجازي

حذار!
 
حذار حذارُ
قد أتى الخطرُ
سَاسةُ تُرام الآن
وغدا أُخرُ
حذار
فللضَّيمِ فُرْصتُهُ
القَنْص غدهُ
والغذر منتظَرُ
حبائلُ الكفر فينا مناورةٌ
سيفها بتّارٌ
سمّهَا دسّاسٌ
لا يُبقي ولا يدرُ
 
 
والفتكُ إفكٌ يبرره
أُلْعبانُ السياسة
وَالمَكْرُ والحذرُ
 
حذار فللنَّفسِ وقفتهَا
عظَةُ التّاريخ
لو سبَرْناها تنْهَمِرُ
 
هذا كتاب الله آيَاتُنَا
لو نَطقنَاه
لانْجَابَ الكرَبُ
واستبانتِ الْعِبَرُ
 
الأُسْدُ في آجامِهَا رابضةٌ
لوْ شئنَا في الأققاص
نجعلهَا تنكسرُ
 
لو شئنَا النورُ نزرعه ُ
والشّوكُ نحصُدهُ ويندثرُ
والعوسجَ ورداً نحوِّلهُ
حَوْلَه يلتَفُّ الأريجُ وينتشرُ
لكنها الأحقاب تُدَاوِلُنَا
وَنحنُ لها سفْحٌ ومنحدَرُ
 
هدي حصون بني النَّضيرِ ماجِنَةٌ
في أيَامنَا
وبَنُو قَيْنُقَاعَ يلُفُّهَا الظَّفرُ
وهذا الخريفُ قد شقَّتْ أعاصِرُهُ
ونحنُ بين الموتِ ووالغضَبِ نَحتَضِرُ
والأمواجُ شعْثاءُ في أزماننَا
متخبِّطَةٌ يَهجُرُهَا المطرُ
 
وسدُّ مأَربَ قدْغاضَ بمياهِهِ
وعجَافُ السنَابلِ
أسواقنَا بها تشتهرُ
وإيوان كسرى
حوله الرؤوسُ خاضعةُ
وقيصر الروم بِنَا يَلهُو ويزدهِرُ
وقنادِلُ الورْدِ
جماجمُ جِزْيَتِنَا
وجبَابِرةٌ القوْمِ لا حسٌّ ولا نَظَرُ
راحَةُ لَديهِم فسُبَاتُ فَمُنَاوَشَةُ
فَصَحيفَةٌ يتعَكَّرُ بهَا الْخَبَرُ
 
كانت لنا أيام قد طُوِيتْ
وبنو أمَيَّةَ قَدْ تحَجّمواْ فينَا واندثرواْ
والأنْدلسُ غيَّابٌ في مَرابِعنَا
وصراعُ الطَّوائِفِ فينَا عاد يُخضِّبُه التّتَرُ
 
جِراحاتٌ، هزائمٌ مستعصيَّةٌ
صنَعناهَا
فتَبرّأَ مِنّا فيها القدرُ
 
والزَّمنُ ضاق درعاً بِحتوفنَا
ومآقي اليَأس سواقي تَنْفَطِرُ
ورِيَّاحُ الصَّبا في كلِّ يوم هاتفَةُ
غَيِّرُواْ ما فيكمْ
عساكم أنْ تَتَغَيَّرُواْ
لايغيِّرُ الله ما بقَوْمٍ
حتى ما بأَنْفُسِهِم يُغَيِّرُواْ
© 2024 - موقع الشعر