كهيئةِ الكير إذا نُفخ - فرحناز فاضل

إليها .. إلى (مايا) .. كما وردةِ الزّهَرْ
عذوبتها كالماء يجري إلى النَّهَرْ

***
***

فصارتْ تحاكي ظلّها كثرةَ الضَّجرْ
تغلّف صمتاً فيه من هيئة الحجرْ

إذا انبجستْ عيناً شظايا تلوّنت
تناثر عقدُ القلب، لؤلؤهُ انفطرْ

وبعد حدود الحدّ حظّ ينالهُ
جنون يضاهي الخرق من عادةِ البّشرْ

وأمسى لأقدارٍ يفرّ قضاؤها
تبثُّ خفايا نفسِها طفلة القدرْ

وحيثُ النّداء الفارّ بين أذانها
تصوم تصلّي أو ترتّلُ بالسّحرْ

إلى حيث دلّت ناقةُ الحبّ تبتني
لكعبتها بالقلبِ معصوبةَ البصَرْ

وتومئ للدنيا البعيدةَ بسمةً
وبسمتها عادت كما سوءةِ النَّذَرْ

وتلك المرايا ليت تنبئ غفوةً
لتعكس ظلاً مات قبل ضيا الفجَرْ

على غفلةٍ للبحر حزنين أغرقتْ
وطارت لملح العشق نورسة البحَرْ

فما كان حباً في فؤادتهِ سوى
مُكاءً تصدّى بالخيانة والغدَرْ

فحتى لتجري في اصطيادٍ كلابهم
حلالكِ كل الصّيد مات أو انتحرْ

جنيتِ جنون الثّورِ من بعد ذبحهم
عداكِ بني اسرائيل ما اصّفرّ بالبقرْ

كساع من الرمضاء للنار حجّه
كداعٍ لثكل القلبِ يوم أتى النَّحَرْ

و(مايا) حريٌّ أن تموت خيانةً
كموت رياحٍ من تعري ردا الشّجَرْ

هطولكِ صابَ القومَ ذُهلاً بوابلٍ
فكنتِ وكانت تلكَ أحجية المطرْ

١٩ حزيران ٢٠١٩م
فرحناز فاضل

© 2024 - موقع الشعر