امْرأة مِن دِمَشْق

لـ محمد الزهراوي، ، في الغزل والوصف، آخر تحديث

امْرأة مِن دِمَشْق - محمد الزهراوي

امْرأة مِن دِمَشْق
******
إلى الشّاعرة
وفاء دَلّا..
اليَمامَة الدِّمشْقِيّة
*****
وَفاء يا هَلا..
يمامَةٌ شارِدَة .
جاءتْ مِنَ
الشّامِ عَبرَتْ
مدى البَحْرِ شوْقاً
تحْميها النّوارِسُ
مِنْ تَداعِياتِ
الحرْبِ ودُخّانِها..
وشظايا القنابِل
وَ زَخّاتِ ..
ِرَشاشِها الطّائِشِ .
نَسِيَتْ دونَها
كُلّ دِمشْق
وكُلّ أفْيائِها.
نَسِيَتْ ..
حتّى عِطْرَها
وأشْياءَ زينَتِها ..
حتّى الياسَمينَةَ
الّتي ربّتْها لِسَنواتٍ
وعَرائِسَ الطّفولة.
وأتَتْ تحُطّ على
فنَنٍ يابِس ..
تُرَتِّل شجْوَها
المُحْتَشِمَ بيْن
حَنايا أضْلُعي ..
(رُبّما مُنْذُ ميلادِيَ
صدْري ملاذُكِ
وأنا لا أدْري)..
وإنْ سألْتِ برَدى
لاسْتَحْيا وَقال..
رُبّما مِن عَهْدِ
ثَمودَ وَعادٍ ؟
إلى منْ تقْرئينَ
حِكايَةَ ..
قلْبِكِ المهْجور ؟
إلى منْ تمُدّينَ
عطَشَ عنُقِكِ
الأتْلَعِ كغَزالَةٍ
وَمنْ أضْناكِ ..
رُبّما هوَ في
الجِوارِ أو..
دون كُلّ بِحارِ
الشّوْقِ في
مَتاهِهِ البَعيد.
تسْتَغيثين بِمَن
وقَدْ خَذلَكِ البُعْدُ
والقرْبُ بيْن
شِتاءِ الغِيابِ
وخَريفِ الحُضور؟
فرايَةُ السُّلْطانِ
لنْ تحْمِيَكِ ورَصاصَةُ
الثّوْرِيِّ لنْ تَأوِيَكِ..
وَهلْ مِن مُغيث ؟
تذْرِفينَ كُلّ هذا
الدّمْعَ كأنْدَلُسٍ ..
تدْلَقينَ نَبيذَ
عِشْقِكِ المُعَتّقِ
مِنَ القُرونِ الأولى
أمام مَنْ لا
يُحِبّ أنْ يسْمعَ
أوْ يَرى..
تُهَشِّمينَ حتّى
الخَوابِيَ وَتنْسَيْن
أن ترْفَعي بهِ..
شكْواكِ إلى اللّه
وإنْ لمْ يُنْصِفْكِ
تُفَوِّضين الأمْرَ إلى
إلهِ الحُبّ.
عفْواً بلْ..
لِإلهِ الحرْب.
أخْتي يا..
صَديقَتي الأخيرَة:
أما كان مِنْ
حقِّكِ أنْ تنامي
في سَلامٍ كَكُلِّ
الطّيورِ على شجرَةٍ
بالقُرْب مِن البيْتِ
أوْ على حَصيرٍ..
كإنْسانَة بَسيطَة
أوْ في فِراشٍ..
دافِئٍ كأميرَة ؟
© 2024 - موقع الشعر