المسجد المعمور

لـ سعد مردف ، ، في غير مصنف، آخر تحديث

المسجد المعمور - سعد مردف

بنَى فأَعلَى ، و شَادَ المَجْدَ ، و الشَّرفَا
و صَانَ للدينِ أركانًا بها عُرِفَا

و خطَّ للحقِّ في أرضِ الإباء ذُرىً
قدْ آنَ للحقِّ أن يعْلُو بهَا الغُرفَا

اللهُ أكبَرُ جَلَّ اللهُ واجدُنَا
الكبرياءُ لهُ ، فردٌ بها اتَّصفَا

الله أكبرُ أعطَى أهلَهُ شَرَفاً
و ذلَّ مَن قدْ عَصَى ، أو ما بِهِ اعْترفَا

هذَا هوَ البيْتُ ، بيْتُ الله جَادَ به
ربُّ السماء ، فحَازَ العِزَّ ، و الشَّرفَا

المسْجِدُ الأعظمُ الزَّاهي بحُلَّتهِ
يُمحُو الضَّلالَ ، و يَمضِي يَنْشُرُ الصُّحُفَا

بابُ الصَّلاةِ ، و بابُ العلْم مَا بزغَتْ
شمْسٌ ، و ما قدْ سجَا ليلٌ ، و مَا اخْتلفَا

فيهِ مِنَ الذِّكرِ آياتٌ منزَّلَةٌ ،
منهَا اليقِينُ ، و منهَا للعَليلِ شِفَا

اللهُ أكبرُ بَانَ الصُّبحُ ، في وَهَجٍ
و حَصْحَصَ الحقُّ يُعلي نُورَه الشُّرَفاَ

و في الجزائرِ مِنْ آياتِهِ غُرَرٌ،
المسْجدُ الأعظمُ السَّامِي لهَا كشَفَا

أفضَى إلى البحْرِ بالأسْرارِ ، فاعترفَتْ
أمواجُهُ بصدَى التاريخِ مُعْترفَا

هنَا ستُتلَى نُصوصُ العدْلِ شارحةً
هنَا سيُبُنَى جمالُ العقْلِ مؤتلِفَا

للرُّوحِ دارٌ بآيِ الذكرِ عَامِرةٌ
تشْفِي الأوامَ ، و تنْفِي كُلَّ ما انحَرفَا

و دَوحُ مكتبةٍ للعلمِ قدْ شَمِلتْ
وعْيَ الحضارات ، و العهدَ الذي أَنِفَا

آمنتُ باللهِ ربًّا لا شَريكَ لهُ ،
يُظِلُّ مَنْ بِبُيُوتِ اللهِ قدْ شُغِفاَ

و يُعْظِمُ الأجرَ للبانِي بجَنَّتهِ
بذَا يَدينُ إمامُ الرسلِ ، و الخُلَفاَ

مَفَاحِصٌ للقَطَا أَعْظِمْ بنائلِها
فأيُ أجْرٍ لهذَا الصَّرحِ قدْ صُرِفَا

" محمَّديَّةُ " قدْ وُفِّيتِ مَفخَرةً
لَمّا ثَراكِ حَوَى نُوراً ، وَ مُغتَرَفَا

يَهنِيكِ مِنْ طَالعِ الأقدَارِ مَشْرقُها
بمَسْجدِ في ذُراكِ اليومَ قدْ قُطِفَا

هنَا بحَيثُ فُلولُ الكُفْرِ ساحِبةٌ
ذَيلَ الهزيمةِ ، و الطغيانُ قدْ نُسِفَا

هنا تأذَّنَ رَبُّ الناسِ مَلْحَمَةً
للشعبِ تمحُو عدُوَّ اللهِ ، و السَّرَفَا

إنّ الجزائرَ ، و الإسلامَ قدْ مُزجَا
فشَبَّ في أرضهَا الإنسانُ مُخْتلفَا

لا يَقبَلُ الضَّيْمَ ، لا يُحْنِي بِهامتهِ
إلا لمَنْ خلقَ الهامَاتِ ، و الأُنُفَا

المسْجُدُ الباذِخُ المختَارُ منزِلُهُ
في ساحَةِ الطهرٍ رَمْزًا قدْ سَمَا هدَفَا

هُنا تجلَّى إلى العلياءِ شامخُها
يُطَاولُ المجْدَ ، و التاريخَ مُكتَنِفَا

للهِ لا لِسِوَاهُ قَامَ قائمُهُ
يدعُو إلى اللهِ إخباتاً بمَا وقَفَا

عمارةَ الحقِّ تعظيماً ، و تزكيَةً
إنَّ الشعائرَ بالتقوى لهنَّ وفاَ

و قبلةً للحَنيفيَّة السَّمحاءِ تبعَثُها
شريعةً لمْ تزلْ بالمُصطَفىَ كنَفَا

سُنِّيةَ النَّهجِ بالقُرآنِ ناصِعةً ،
و بالتوسُّطِ خطَّتْ درْبَهاَ نَصِفَا

لِنورهَا أشرَقَ البنيانُ مؤتَلِقاً
بمسْجدٍ للهُدَى يسْترشِدُ السَّلَفَا

جَزَى الإلهُ دُعَاةَ الحَقِّ ما وقَفُوا
على منَابِرهِ ، أوْ أرشَدُوا خلَفَا

و بارَكَ اللهُ فِي مَنْ أسَّ مسجِدَهُ
و حَفَّهُ بعُيونِ البَذْلِ معتَكِفَا

و كافأ اللهَ بالجنَّاتِ أفئدَةً
ظَلَّتْ تُسَاقِيهِ مِنْ أحْنائِها دنَفَا

حتَّى أتمّ على الأحرارِ نعْمتَهُ
و شادَهُ علَماً للدِّينِ مغترَفَا

الله يُولِي جَميلَ الحفْظِ منْ نظمُوا
ذاكَ الجمالَ و صانوا للعلا طَرفَا

رعَا الجزائرَ قيومُ السَّماءِ ثَرىً
و صَانَ مسجدَهَا المعمُورَ مَا لطَفَا

© 2024 - موقع الشعر