عروس المدائن

لـ علي بن الساسي كرامتي، ، في الوطنيات، 19، آخر تحديث

عروس المدائن - علي بن الساسي كرامتي

*** عروس المدائن ***
***

ها أنت في ليل العذاب نهاري
يا قدس يا أيقونة الأمصار

عيناك أوّل ما يثير بخافقي
حبّ الحياة و عزّة الأحرار

علّقتُ في جيد القضاء إرادتي
و بنيت في صرح العلا أقداري

و رسمتُ من نور النّجوم ملامحي
و نحتُّ من صُلْب الصّخور إزاري

و جعلتُ وجه الشّمس قبلة غايتي
و على التّراب مراتعي و مساري

العزّ ملكي و الإباء شمائلي
و المجد أرضي و الكرامة داري

علّقتُ حبّك في الفؤاد تميمة
و عزفته نغما على أوتاري

سيل الرّصاص و إن تعاظم دفقه
سيظلّ أجبن من قوى الأحجار

ستّون عاما و المجازر حيّة
لكنّنا أقوى من الجزّار

القتلُ فينا كلّ يوم سيفه
و الخوفُ فيهم مُثْخَنٌ بالعار

لهم الرّصاص و عندنا إصرارنا
أين الرّصاصة من لظى الإصرار!؟

سنظلّ خوفَهُمُ المؤبّدَ ما حيوا
و رياحَ موت مُزْمِنِ الإعصار

و نحلّ فيهم عاصفا متمرّدا
و نجيئهم حمما مع الأمطار

و نظلّ فِينِيقًا يجدّد عمره
و يعيش أعمارا على أعمار

لا الجوع يضعف عزمنا أبدا و لا
نصب المشانق فوق كلّ جدار

لون التّردّد لا يمور بناظري
مهما تعالت موجة الأخطار

و اليأس لفظ ما احتوته معاجمي
و العمر عندي ما يشاء قراري

كلّ الدّروب أمام عزمي رحبة
و إن اكتسَتْ بغلالة من نار

© 2024 - موقع الشعر