يا حبـيـبـي - علي بن الساسي كرامتي

*** ياحبيبي ***
 
***
 
:" يا حبيبي "
و أخيرا قُلْتِهَا
أنا حقّا لا أصدّق
مثل هذا الاعتراف
كيف صار الرمل ماء
في عناقيد الجفاف
كيف ينهلّ المطر
و السّماوات عراة
من جلابيب السّحاب
و تناغي بين أرجاها سهيْلا و القمر
 
:" يا حبيبي "
و أخيرا قُلْتِهَا
يا له من طلسم
مُعْجِزِ الوقع كآي الأنبياء
بَعَثَ الدّنيا غراما في دمي
و إذا الأفق صراط لخطاي
و الثّريّا صولجان في يدي
ألف شكر لهواك
إنّه أَنْشَأَنِي مِنْ عَتَمَاتِ العَدَمِ
 
:" يا حبيبي "
و أخيرا قُلْتِهَا
بعد عمر ضاع منّي في التّمنّي
بعد يأس الحلم في قلبي و موتي
عاري الآمال مهزوم الرّجاء
بعد ترحال طويل
في متاه الانتظار
بعدما أورق في القلب احتراقي
و نما في خافقي شوك الألم.
بعد أن ضاع حنيني
في شظايا الانهيار.
كيف أنجو من سكاكين النّدم
بعد أن خرّبتُ وجداني بأوهام غرامي لسواك
كيف لي أن أرأب الصّدع الّذي شجّ كياني
و أعيد الأمنيات الآبقه
كيف لي إرجاع ما فات..
و تصحيح الخطايا السابقه
كلّما فكّرت في عمري..
توخّاني شعور بالألم
ألم من أجل أيّامي الّتي
مرّت بعيدا عن حماك
و ثوان ظنّ فيها القلب وهما
أنّه يهوى سواك
و ابتسامات كثيره
جُدْتُ فيها بشعوري لعداك
و ليال من حياتي ضعت فيها باحثا
عن هوى ليس هواك
و خطابات غرام
و بطاقات أمانٍ
أُرْسِلتْ وهما لعنوان نساء لسن أنت
غير أنّي لا أبالي
بالّذي كان و ما قد لا يكون
لا أبالي أ تهادتْ شمس حبّي في سماها
أم تداعت للغروب
إنّما العمر لديّ
همسةٌ ناجَيْتنِي أنتِ بها
و أخيرا قُلْتِهَا
:" يا حبيبي "
© 2024 - موقع الشعر