أضغاث رجل - علي بن الساسي كرامتي

** * أضغاث رجل ***
 
***
 
لست وحدي المذنبا
نحن أخطأنا كلانا
حين صدّقنا الهوى
و أساطير منانا
و اندفعنا في خطانا
و هوانا لم يكن إلاّ هوانا
و بروقا خلّبا
***
أنتِ من ضيّع أسطورة هذا الحبّ جهلا
تحسبين الحبّ سهلا!
أنت من أسرى بهذا الحبّ في حلم الصّبا
و سقاه وحي آمال كِذَاب
كنتُ طفلا حالما بالحبّ أنهارا و ظلاّ
كنتُ طفلا... هل عرفت الطّفل يوما ..؟
كنت طفلا ...
حَسِب الحبّ وعودا صادقات ليس إلاّ
و الهوى ما بيننا لمّا يكن إلاّ بروقا خلّبا
أنتِ من ضيّع أسطورة هذا الحبّ جهلا
أنت من عمّد صلبان هوانا بالخطايا
أنت من ساعدني كي أنثني عن حبّنا ... كي أهربا
لم نكن ننشج حبّا واحدا
لم يكن عندك في الحبّ وعندي لغة واحدة
و رجاء واحدا و اسما رؤوما واحدا
ما الّذي يعرفه قلبك عنّي
غير اسمي
وتفاصيل لجسمي
هل عرفت
لعبة الموت بصدري
ورجائي وعناقيد أمانيّ وأحلامي وشِعري
واضطجاعي عاريا أو متعبا بين جموع الغرباء
ذاهل الخافق ممجوج الرّجاء
حافرا في سجن نفسي قبر اغترابي
هل ترامت كفّك الغرثى بأنسام العطور
و الرياحين إلى شاطئ عيني
بمناديل الأغاني والتّمنّي
لم تكوني في حياتي
غير ... غير امرأة مثل ملايين النّساء
لن تكوني أبدا في الحبّ غير امرأة مثل ملايين النّساء
أنا لا أعشق إلاّ امرأة ليست كآلاف النّساء
لم تكوني حُلُما يسحر عيني
لم تكوني نور حبّ دافئ
مشرقا في مرفئي
لم تكوني وطنا لي و لقلبي
لم تكوني في الهوى الفارق ما بيني وبيني
كنتِ ما لم أهو يوما أن تكوني
وحدنا من بين كلّ العاشقين
غرباء في هوانا قد حيينا
أبدا لم تعرفيني
أبدا لم تفهميني
لم تُحبِّيني ولكنّك قد أحببتِ أضغاثَ رَجُل
وخيالا لرَجُل
© 2024 - موقع الشعر