أضغاثُ حُلمْ - يحيى يسين

أضْغَاثُ حُلمْ...
 
رُفَاتُ العينِ شاءتْ أنْ تبُوْحَا
بحزنٍ ضيَّقَ الكونَ الفسِيْحَا
 
ففاضتْ ثُمَّ غاضتْ ثُمَّ كانتْ
شراعاً دافعاً _بالضَّعفِ_ رِيْحَا
 
ركبتُ البحرَ لا أدرِيْ جِهَاتِيْ
مياهِيْ أدمُعِيْ تَقْتَاتُ رُوْحَا
 
و تلقفُنِيْ غَيَاهِبُ مِنْ شجونٍ
تغلِّلُ منطقيْ كيْلا أبُوْحَا
 
فنَفْسِيْ ليسَ تعلمُ أينَ كُنْهِيْ
معيْ حَرْفِيْ يراودُنِيْ كَسِيْحَا!
 
أُغرغرُهُ أسًى فيْ لُجِّ وهْمٍ
فيلفظُنِيْ و يُملينيْ صحِيْحَا
 
أزلتُ غبارَ ذكرى الآهِ عنْهُ
فأدرَكْتُ التَّشتُّتَ و الجُرُوْحَا
 
و كُنْتُ إذا سَمِعْتُ صَدى المَعَانِيْ
نزَفْتُ الحزنَ_ منْ حرفِيْ_ شُرُوْحَا
 
أوحيِيْ ماتَ أم شِعريْ مَوَاتٌ
أمِ المَيتانِ ما يُوحِيْ و يُوْحَى؟
 
مبعثرةٌ أقاليمِيْ و ذَاتِيْ
عنِ الآمالِ قد ألفَتْ نُزُوْحَا
 
أُجمِّعُ في المَدَى أضغاثَ حُلْمِيْ
فيَهمِيْ مِنْ مُعاناتيْ سَفُوْحَا
 
و ليْ وجعٌ مقيمٌ ليسَ يَنأى
و لا يرضَى عنِ النَّجوَى بُرُوْحَا
 
يُبخِّرُنِيْ ضباباً مُكْفَهِرَّاً
يجزئُنِيْ.. يُكَبْكِبُنِيْ جُمُوْحا
 
بنَى لذُراهُ في خَلَدِيْ صُرُوْحَاً
و أرسَىْ و اعتَلَىْ تلكَ الصُّرُوْحَا
 
و خَلَّانِيْ على عَتَبَاتِ نَحْبِيْ
أمُصُّ الموتَ مُنكمشاً طَرِيْحَا
 
أيا ربِّيْ أما لِلْهَمِّ فَرْشٌ
سِوَىْ صَدْرِيْ _اجْتَبَاهُ _ليَسترِيْحَا!؟
© 2024 - موقع الشعر