فَرَسُ القَصيدْ

لـ لقمان شطناوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

فَرَسُ القَصيدْ - لقمان شطناوي

كَمْ كُنتُ أستَجدي القَصَائدَ
كَي تَبوحَ بِسرِّها
كَمْ ذا أشدَّ الليل يحملني لسَبرِ نُجُومِها
ولكم أسافر في مهب الرِّيحِ
أستجلي غبارَ سهوبِها..
لَكأنّما فَرَسُ القَصيدَةِ في اكتمال الجرحِ
تشعل ليلتي بجموحِها
وبوحيها حلمُ الفراشةِ في شعاعِ النُّور
تُستَجلَى الحَقيقةُ حِينَ تَحترقُ المَجَامِعُ
في لَهيبِ سَعيرِها..
سَرجُ النبوءةِ هائم خلفَ الغيومِ
يظلّني في رحلة التأويل أستجدي شغاف حروفِها..
هَوَسٌ النّجومِ إلى الرُّقى ينداحُ وسطَ نفورها
وَحِوارُ شَيطانِ الشُّذُوذِ يَلجُّ في إغوائها
مَوتٌ حَياةٌ نَشوَةٌ.. مِنْ فَرطِ سِحرِ الوَجدِ
صارَ دَهاؤها..
لُغَةٌ عَقوقٌ
نَكتَوي بِجُنُوحِها..
وَنُزُوحُهَا رَمزٌ يُبيحُ لَنا اجتراحَ جُنُونِها..
تأتيك تنفث في أزيز لهيبها
من حيث ضَاقَ بِها فَضاءُ عَبيرِها..
وإذا أبت أن ترتضيك لقلبها
شمست وعزَّ عليك ردُّ جموحِها..
تَأبى القَصيدَةُ أَن تُعانِقَني الغَداةَ
وأنْ تَفيضَ بِوَجدِها
ولعلها لو بادلتني الحبَّ
أن أغدو رهينَ دُروبِها...
كمْ ذا أهيمُ بها الغداةَ وإنني
قدْ بتُّ يُسهرني الحنينُ لقربها..
تأبى القصيدةُ أن تعانقني الغداةَ
وأن تقرّ بحبِّها
وانا أرددُ أنَّها مهما تناءتْ عن سمائي
سوفَ تعلم أنني..
أولى بها.. أولى بها
© 2024 - موقع الشعر