ترنيمةُ المساء

لـ لقمان شطناوي، ، في العتب والفراق، آخر تحديث

ترنيمةُ المساء - لقمان شطناوي

لو لمْ تكوني في جمالِ الوردِ
عابقةً بسحرِ الياسمينْ..
لو لم أراكِ بكلِ يومٍ كالبنفسجِ
تكبرينَ وكالفراشِ تحلقينْ
ما كنتُ يوماً عاشقاً
ما فاضَ في قلبي الحنينْ..
أنتِ اليواقيتُ التي
زانتْ شعاعَ النجمِ
والأقمارُ قدْ أهدتْ لعينيكِ البريقْ
أنتِ الربيعُ بزهوهِ
والخصبُ أهداكِ الرَّحيقْ
لونُ السَّماءِ بمقلتيكِ
وعطرُها
في لمعِ غيثِ الغيمِ
إذْ جادتْ بسحرٍ من جفونْ
لهواكِ معنى الصمتِ
إن سكنتْ عيونً الخائفينْ
فلذا اتيهُ بصمتِ لحظِكِ
حينَ تَعبثُ بي شرايينُ الأنينْ..
كم ذا أتيهُ بدفءِ أغنيةِ الجفونْ
وأسيرُ خلفَ ظلالِ ثغركِ
تابعاً لغةَ الجنونْ
الحزنُ يرسلني لأحلامِ الفراشةِ
وهي تسترقُ الضياءْ
لكأنّما وَجَعي مَساءٌ غامرٌ
والوجدُ سربٌ من حمامْ
لكأنما دربي مغلفةٌ بحلمِ النُّورِ
والأحزانُ غاباتُ الأزلْ
لا كلمةٌ تنفي رحيقَ الموتِ
أو ثغرٌ يفيضُ ببسمةٍ قبلَ الغيابْ
لكنني سَفرٌ إلى العينين
لو طالَ الطريقْ
متشبثٌ بالغيمِ أن يروي لهاثَ الرَّملِ
لو طالَ اليبابْ
© 2024 - موقع الشعر