خُروج - لقمان شطناوي

على مَوعِدٍ منْ جنوحِ المساءْ
خرجتُ..
وكانَ المدى قِبلتي
وكانتْ سبيلي لدربِ الخَلاصِ أغاني الجياعْ
تركتُ المدينةَ ترفلُ في نشوةِ الحُلمِ
تزجي النُّعاسِ الوَثيرْ
ورحتُ أحثُّ الخُطَى باحثاً في النِّداءِ الأخيرْ
تركتُ الأزقَّةَ تمشي الهوينى إلى دَفقَةٍ للصَّباحْ
ويَممتُ خَلفَ الدُّروبِ العَصيّةْ
توقَ الرجاءْ
أسيرُ إلى غيمةٍ مرشدةْ
حاملاً شعلةَ الحلمَ
صَوبَ التماعاتِ نجمٍ قبيلَ الغروبْ
لزهوِ المرافي.. لدفءِ القلوبْ
لقلبٍ تعطَّرَ بالحبِّ
يلقي السَّلامَ على موحشاتِ الدروبْ
يجففُ بالوجدِ دمعَ الغريبْ...
أنا كلُّ تلكَ النسائمِ والوجدِ
فيَّ الضياءْ..
ولي واحةُ الأمنياتْ
ولي في الهُيامِ مَواعيدُ عِشقِ البَراري
وأسرارُ بوحِ الحَمامْ
ولدتُ..
فكانَ الغرامْ
وَكُلُ المَناراتِ رَهنٌ بِكَفِّي
وَلَيسَ سِوى أنْ أعيدَ الحياةَ
وأنهضَ من غفلةِ الحُلمِ
أسحبُ عني ظلامي الطويل
لجسرٍ يطوّق فيَّ الشجونْ
يُعيدُ إلى القَلبِ..
طَيفَ الغيابْ
© 2024 - موقع الشعر