حِكَايَةٌ لَمْ تُروَ عَنْ شَهرَزاد - لقمان شطناوي

شَهرزادْ...
ما زالَ فَيضُ السِحرِ يَنقلني إلى
وهْجِ الحُروفِ بِحَقلِ صَمتي..
ما زالَ نَبضُ القلبِ يَحملني إلى
بِيضِ الأماني...
شَهرزادْ...
ولَكَمْ حَلُمْنا أنْ نَعيشَ كما نَشاءْ
أو تَذكُرينْ..!!
كَيفَ التقينا ذاتَ يَومٍ في المَساءْ..
لَونُ العُيونْ..
ورَعشَةُ الشَفَةِ الحَنونْ..
وأنا الغَريقُ ببحرِ صَمتي
أبحَرتُ في مَدِّ الجُفونْ..
وكَسرتُ طَوقَ الحُزْنِ
لا قلبٌ يَشيخُ ولا..
حُبٌ تُساوِرُهُ الظُنونْ
أخبرتني أنَّ الهوى طِفلٌ حَنونْ
نَجمٌ يُحاكي الفَجرَ
في لَيلِ الجنونْ..
حدَّثتِني عنْ عالمِ العُشَّاقِ
عَنْ دُنيا الخَيالْ..
أسمعْتني ألفاً مِنَ القِصَصَ الشَّجيَّةِ
عن قلوبِ العاشقين..
وسقيتني كاسَ الهوى
عَذباً زُلالْ...
.....................
سافرتُ في بَحرِ الهوى كالسِّندِبادْ
ورَفعتُ أشرِعَةَ الهوى البيضاءِ
طَوّفتُ البِلادْ..
ورأيتُ صُورتكِ النَّديِّة في عُيونِ الغائبينْ
أحرقتُ شُطآنَ الكآبةِ في دَمي
ورجعتُ يأسرني الحَنينْ...
شهرزادْ...
ها قَدْ أتيتُ
يَقودُني شَوقِي إليكِ
يَهزني الخوفُ المُسافرُ
في قلوبِ الراحلينْ..
وبحثتُ في كُلِ الوجوه
أنا الغريبُ بغيرِ ظَنٍ أو يَقينْ...
وا شهرزاد
كُلُ القُلوبِ تَغيّرتْ
وبكُلِ وجهٍ شَهريارْ
والقلبُ يَصرخُ شَهرزادْ...
واحسرتا طالَ البُعادْ..!!
يا لوعةَ القلبِ المُعَذَّبِ
حينَ يكويهِ السُهادْ
وا شهرزاد..
قلبٌ تَعلقَ بالأسى
وحِكايةُ الموتِ الذي
أمسى حديثَ المُدنفينْ...
لمّا أتاها شَهريارْ
صَلّتْ ليأتي الفَجر
يطوي لوعةَ القلبِ الحَزينْ..
والروح تصرخ شَهرزادْ
يا فُرقةَ العُشّاقِ
يا طُولَ البُعادْ..
يا لَوعَةَ القَلبِ المُعذَّبِ
حِينَ يَقتلهَ السُّهادْ
© 2024 - موقع الشعر