معادن النفس - سهام آل براهمي

??معادن النفس??
~°~°~°~°~

فَغَا الطِّيبُ المُبَارَكُ رَاجَ فَغْوَا
وَأَطْرَبَ نَفْحُهُ الأرْوَاحَ زَهْوَا

تَسِيرُ قَوَافِلُ الأيَّامِ تَتْرَى
بِحِمْلِ جَحَافِلِ الأعْمَالِ ضَحْوَا

مَقَاماتٌ تصاحِبُ مَنْ رَعَاها
وَنَاسِكُهَا رَأَى فِي الْجِدِّ سَلْوَى

تَصَارِيفُ الحياةِ مفَارقاتٌ
وَأضْدَادٌ تُمَرِّرُ فِيكَ نَحْوَا

وَتُشْحَنُ فيكَ إِيجَابًا وَسَلْبًا
تُطَعَّمُ مِنْ مَعَادِنِهَا وَتُرْوَى

فتُطْبَعُ عُمْلَةً والنَّفْسُ نَوْعُ
تُقَيَّمُ فِي المَدَى مُرًّا وَحُلْوَا

كَذَا تُبْلَى النُّفُوسُ بِطَارِقَاتٍ
تُخَلِّفُ مَا وراءَ القَصْدِ فَحْوَى

تُمازِجُ رُوحَكَ البصَمَاتُ فارْقُبْ
بُرُوزَ سِمَاتِها جِدًّا وَ لَهْوَا

تَلُومُ النَّفْسَ إنْ أَمَرَتْ بِسُوءٍ
وَحَظُّ المُطْمَئِنَّةِ فَاقَ صَفْوَا

أيَادِينَا وَمَا كَسَبَتْ كِتَابٌ
يُعَرِّفُ مَاجَنَتْ قَصْدًا وَسَهْوَا

فَخُذْ لَكَ مِنْ شُعَاعِ الفَجْرِ نُورًا
لِتَقْتَبِسَ الطَّبِيعَةُ مِنْكَ صَحْوَا

وَيبقى الخيْرُ سَيِّدَ كُلّ مَعْنَى
تُكَابِدُهُ النُّهَى ،بِرًّا وَ تَقْوَى

تَرَى الصَّدَقَاتِ غَيْبًا جَارِيَاتٍ
بِمَعْرُفٍ يُفَرِّجُ كُلَّ بَلْوَى

رأيْتُ حَيَاةَ قلبٍ ليْسَ يَبْلَى
يُحَاسِبُ سِرَّهُ عَنْ كُلِّ نَجْوَى

بِطَيِّ كِتَابِهِ يَوْمًا سيَبْقَى
ولاَ يفْنىَ بنَازلةٍ فيُطْوَى

فَلَا يَبْلَى تُرَابٌ فِيهِ نُورٌ
وَلاَ سَهْمُ الرَّدَى يَمْحُوهُ مَحْوَا

خُلُودُ الذِّكْرِ بالحسَنات يَبْقَى
وَيَعْمَلُ فِي بَرِيدِ الغَيْبِ أقْوى

أَيَا أَنْفَاسُ عِيشي قُدْسَ فِكْرٍ
فبئس العيش والتفكير رَخوَا

ظِلالُ المَرْءِ بالتَّعْمِيرِ تَبْقَى
وَتَجْرِي رُوحُهُ ذِكْرًا فَتَقْوَى

فعُمرُك كُلُّهُ قَلَمُ وَخَطٌّ...
وَسَطْرُ حِكايَةٍ في الكَوْنِ تُرْوَى

2018
© 2024 - موقع الشعر